أبو بدر 1
05 Aug 2005, 09:01 PM
العوامل المساعدة في بناء النفس :
الصبر والمجاهدة :
لاشك أن بناء النفس على الأمور التي ذكرت ليس أمراً غاية في السهولة، بل هو أمر فيه مشقه وفيه مخالفة للنفس فيما تهواه، ولذا كان لا بد من الصب والمجاهدة، صبر على طاعة الله وعلى الاستمرار عليها، وصبر عن معصية الله، تجاهد نفسك باستمرار حتى تنقاد لك ويسلس قيادها . والله عز وجل كريم إذا رأى منك المجاهدة وفقك إلى ما يحب ويرضى ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)) .
يقول الشاعر :
والنفس كالطفل إن تهمله شب عليه حب الرضاعة وأن تفطمه ينفطم
المحاسبة:
تحاسب نفسك على ما تعمله محاسبة الشريك الشحيح لشريكه، ومحاسبة النفس طريقة لإصلاحها، وتأديبها وتطهيرها، فيحاسب نفسه قبل أن يعمل العمل هل هذا العمل، مشروع أو لا، فإذا بداء به حاسبها هل اخلص فيه أو لا، فإذا انتهى حاسبها هل أوقعه على الوجه المطلوب أو لا، فإذا كان يحاسب نفسه مثل هذه المحاسبة سهل عليه بناؤها على ما يريد .
المراقبة :
يراقب الله في تحركاته وسكناته، في أقواله و أفعاله الاثنين، ليتحضر دائماً أن له مطلع عليه، عالم بخفاياه، رقيب على أعماله، إذا استحضر ذلك لم يصعب عليه أن يترك ما أمر بتركه، وأن يفعل ما أمر بفعله، ((وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)) . ((وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) (سورة يونس: 61) .
معرفة طبيعة النفس :
تعلم أنها ميالة إلى الدعة والخلود والراحة، ترغب في البطالة، وتنجرف مع الهوى ، تستهويها الشهوات العاجلة، إذا عرفت أن هذا طبيعة نفسك تهيأت لمجاهدتها وعدم تحكمها بك .
معرفة وظيفتك في الحياة وأنك لم تخلق هملاً:
وأنك مطالب ببناء نفسك، وأن وظيفتك الحقيقية ليس جمع المال، ولا النكاح ولا الأكل والشرب، وإنما هذه عوامل مساعدة، ووسائل تستفيد منها لتقوم بوظيفتك، إذا عرفت هذا لم ترضى أن تشتغل بالوسيلة عن الغاية .
البيئة الصالحة :
مما يعينك على بناء نفسك أن تكون بيئتك التي تعيش فيها بيئة صالحة، سواء كانت البيت أو زملاؤك الذين تصادقهم، لأن هؤلاء إذا رأوا منك تقصير ينهوك، وأخذوا بيدك، وإن رأوا منك إقبالاً شدوا من أزرك، وقووا عزيمتك، ولم يجعلوا في وجهك العوائق .
معرفة الأجر في ذلك:
إذا عرفت ماذا يترتب على بنائك لنفسك من الخير، حرصت على بنائها لتنال هذا الأجر، فإذا عرفت فضل العلم حرصت على طلبه، وإذا عرفت ما للدعوة من فضل أخذت منها بنصيب وهكذا .
قراءة سير السلف الصالح :
وعلى رأسهم رسول الله- عليه السلام- والصحابة من بعده والتابعين ومن تبعهم بإحسان، فقراءة سير هؤلاء تبعث في النفس الانكسار والذم لها، وأشعارها بالتقصير، وبالتالي تبعث فيه ألهمه ليعمل مثل عملهم
التأهب للقاء الله وتذكر الموت:
وما بعده والحشر والميزان والصراط والجنة وما فيها والنار وما فيها، وإن الموت يأتي فجأة، إذا استشعر ذلك حرص على بناء نفسه خوف من غضب الله وعقابه، ورغبة في رضى الله وثوابه.
الممارسة العملية :
يظل ما ذكرنا نظرياً وما تسمعه وتقرأه كذلك حتى تطبقه على أرض الواقع، لا فائدة من معرفة فضل العلم وأنت لم تعمل على طلبه، لا فائدة من معرفة فضل قيام الليل أو صيام النافلة وأنت لا تطيق ذلك، لا فائدة من معرفة فضل الدعوة وأنت لا تقوم بها، فإذا مارست هذه الأشياء عملياً ساعدك على بناء نفسك عليها، فالممارسة تفيد من ناحية أنك أشعرت نفسك أن هذا الشيء مقدور عليه وليس مستحيلاً، ومن ناحية أنك قد تجد فيه لذة فتطلب الاستزادة منها، ومن ناحية أنك قد تكسر حاجز عدم الجرأة على فعله كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأنك قد تتردد فيه في البداية فإذا ما أنكرت في مرة واثنتين و ثلاث زال عنك التردد، وأصبحت تملك الجرأة التي تنمو مع التكرار.
تطهير القلب من الأدران المشغلة:
كالحسد والرياء والعجب ونحوها، لأنه إذا القلب مشغولاً بهذه الأشياء كيف سيقوم بعمل الأشياء التي ذكرناها، من مكونات بناء النفس .
إشعار النفس بالتقصير:
إذا كنت دائماً تشعر نفسك بعدم الرضاء عنها، وأنها مقصرة، قادك هذا إلى الإجهاد ولتعويض، هذا التقصير مما يتيح لك بناء النفس –
علو الهمة :
إنك لن تستفيد مما سبق من العوامل بل ولن تقوم بها إلا إذا كانت همتك عالية ، أما صاحب الهمة الدانية فلن يكلف نفسه القيام بهذه الأشياء التي لا تناسب همته .
تدبر القران الكريم :
ففي تدبره تجد اكثر العوامل السابقة أيها الأخوة لو تدبرنا القرآن حق تدبره لكفانا عن آي كلام آخر، تدبر القران يكفيك هذا العامل عن العوامل الأخرى، لأنك ستجدها لو تدبرته حق التدبر، ولذلك أخرت هذا العامل لأنه شامل لما قبله .
الدعاء :
تدعوا الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى، وأن يعينك على بناء نفسك ومجاهدتها، تدعو بحصول المكونات لك، وتدعو تيسير العوامل المساعدة للحصول على هذه المكونات، فهذا عامل هام جداً، وإنما جعلته بعد تدبر القرآن مع أن التدبر يقودك إلى الدعاء، لأنك قد تدعو بأن يرزقك الله تدبر القرآن.
الصبر والمجاهدة :
لاشك أن بناء النفس على الأمور التي ذكرت ليس أمراً غاية في السهولة، بل هو أمر فيه مشقه وفيه مخالفة للنفس فيما تهواه، ولذا كان لا بد من الصب والمجاهدة، صبر على طاعة الله وعلى الاستمرار عليها، وصبر عن معصية الله، تجاهد نفسك باستمرار حتى تنقاد لك ويسلس قيادها . والله عز وجل كريم إذا رأى منك المجاهدة وفقك إلى ما يحب ويرضى ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)) .
يقول الشاعر :
والنفس كالطفل إن تهمله شب عليه حب الرضاعة وأن تفطمه ينفطم
المحاسبة:
تحاسب نفسك على ما تعمله محاسبة الشريك الشحيح لشريكه، ومحاسبة النفس طريقة لإصلاحها، وتأديبها وتطهيرها، فيحاسب نفسه قبل أن يعمل العمل هل هذا العمل، مشروع أو لا، فإذا بداء به حاسبها هل اخلص فيه أو لا، فإذا انتهى حاسبها هل أوقعه على الوجه المطلوب أو لا، فإذا كان يحاسب نفسه مثل هذه المحاسبة سهل عليه بناؤها على ما يريد .
المراقبة :
يراقب الله في تحركاته وسكناته، في أقواله و أفعاله الاثنين، ليتحضر دائماً أن له مطلع عليه، عالم بخفاياه، رقيب على أعماله، إذا استحضر ذلك لم يصعب عليه أن يترك ما أمر بتركه، وأن يفعل ما أمر بفعله، ((وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)) . ((وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) (سورة يونس: 61) .
معرفة طبيعة النفس :
تعلم أنها ميالة إلى الدعة والخلود والراحة، ترغب في البطالة، وتنجرف مع الهوى ، تستهويها الشهوات العاجلة، إذا عرفت أن هذا طبيعة نفسك تهيأت لمجاهدتها وعدم تحكمها بك .
معرفة وظيفتك في الحياة وأنك لم تخلق هملاً:
وأنك مطالب ببناء نفسك، وأن وظيفتك الحقيقية ليس جمع المال، ولا النكاح ولا الأكل والشرب، وإنما هذه عوامل مساعدة، ووسائل تستفيد منها لتقوم بوظيفتك، إذا عرفت هذا لم ترضى أن تشتغل بالوسيلة عن الغاية .
البيئة الصالحة :
مما يعينك على بناء نفسك أن تكون بيئتك التي تعيش فيها بيئة صالحة، سواء كانت البيت أو زملاؤك الذين تصادقهم، لأن هؤلاء إذا رأوا منك تقصير ينهوك، وأخذوا بيدك، وإن رأوا منك إقبالاً شدوا من أزرك، وقووا عزيمتك، ولم يجعلوا في وجهك العوائق .
معرفة الأجر في ذلك:
إذا عرفت ماذا يترتب على بنائك لنفسك من الخير، حرصت على بنائها لتنال هذا الأجر، فإذا عرفت فضل العلم حرصت على طلبه، وإذا عرفت ما للدعوة من فضل أخذت منها بنصيب وهكذا .
قراءة سير السلف الصالح :
وعلى رأسهم رسول الله- عليه السلام- والصحابة من بعده والتابعين ومن تبعهم بإحسان، فقراءة سير هؤلاء تبعث في النفس الانكسار والذم لها، وأشعارها بالتقصير، وبالتالي تبعث فيه ألهمه ليعمل مثل عملهم
التأهب للقاء الله وتذكر الموت:
وما بعده والحشر والميزان والصراط والجنة وما فيها والنار وما فيها، وإن الموت يأتي فجأة، إذا استشعر ذلك حرص على بناء نفسه خوف من غضب الله وعقابه، ورغبة في رضى الله وثوابه.
الممارسة العملية :
يظل ما ذكرنا نظرياً وما تسمعه وتقرأه كذلك حتى تطبقه على أرض الواقع، لا فائدة من معرفة فضل العلم وأنت لم تعمل على طلبه، لا فائدة من معرفة فضل قيام الليل أو صيام النافلة وأنت لا تطيق ذلك، لا فائدة من معرفة فضل الدعوة وأنت لا تقوم بها، فإذا مارست هذه الأشياء عملياً ساعدك على بناء نفسك عليها، فالممارسة تفيد من ناحية أنك أشعرت نفسك أن هذا الشيء مقدور عليه وليس مستحيلاً، ومن ناحية أنك قد تجد فيه لذة فتطلب الاستزادة منها، ومن ناحية أنك قد تكسر حاجز عدم الجرأة على فعله كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأنك قد تتردد فيه في البداية فإذا ما أنكرت في مرة واثنتين و ثلاث زال عنك التردد، وأصبحت تملك الجرأة التي تنمو مع التكرار.
تطهير القلب من الأدران المشغلة:
كالحسد والرياء والعجب ونحوها، لأنه إذا القلب مشغولاً بهذه الأشياء كيف سيقوم بعمل الأشياء التي ذكرناها، من مكونات بناء النفس .
إشعار النفس بالتقصير:
إذا كنت دائماً تشعر نفسك بعدم الرضاء عنها، وأنها مقصرة، قادك هذا إلى الإجهاد ولتعويض، هذا التقصير مما يتيح لك بناء النفس –
علو الهمة :
إنك لن تستفيد مما سبق من العوامل بل ولن تقوم بها إلا إذا كانت همتك عالية ، أما صاحب الهمة الدانية فلن يكلف نفسه القيام بهذه الأشياء التي لا تناسب همته .
تدبر القران الكريم :
ففي تدبره تجد اكثر العوامل السابقة أيها الأخوة لو تدبرنا القرآن حق تدبره لكفانا عن آي كلام آخر، تدبر القران يكفيك هذا العامل عن العوامل الأخرى، لأنك ستجدها لو تدبرته حق التدبر، ولذلك أخرت هذا العامل لأنه شامل لما قبله .
الدعاء :
تدعوا الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى، وأن يعينك على بناء نفسك ومجاهدتها، تدعو بحصول المكونات لك، وتدعو تيسير العوامل المساعدة للحصول على هذه المكونات، فهذا عامل هام جداً، وإنما جعلته بعد تدبر القرآن مع أن التدبر يقودك إلى الدعاء، لأنك قد تدعو بأن يرزقك الله تدبر القرآن.