أبو طالب الأنصاري
04 Aug 2005, 08:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفت بالأمس أمنا الفاضلة السيدة زينب الغزالي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
وهي رحمها الله كانت إمرأة بأمة أحسبها والله حسيبها
تلك بعض الكلمات من كتابها الذي تروي فيه قصة حياتها رحمها الله :
وجاء صباح الخامس من يونيو ولم تفتح الزنزانات . . وفجأة فتح باب الزنزانة مارد أسود من العساكر وصاح : لقد انتصر عبد الناصر يا ولاد الـــــــــ . وخرج كما دخل ليأتي غيره بعد مهلة يشتمنا وينقل إلينا أخبار الانتصار وإسقاط الطائرات بأعدادها ، ويخرج ليدخل ثالث بعد فترة فيروي أخبار الزعيم الهمام وانتصاراته . . ورابع . . وخامس . . ونحن في صمت لا نجيب . ومع أذان العصر فتحت الزنزانة ودخل صفوت الروبي في وحشية وأخذ يضربني بحذاء غليظ فقد كان بملابس الميدان ، كان يأخذني بيديه ويرميني إلى الحائط ثم ينزل بحذائه الغليظ على جسدي ركلا وهو يقول : إحنا انتصرنا يا بنت الـ . . . ووقفت حميدة وهى
تقول : ليه. .؟! والمجرم لا يكف عن ضربي حتى الإغماء فتركني وأخذ يأمر العساكر المصاحبين له برمي حاجياتنا خارج الزنزانة، ثم عاد إلى ضربي . بعد ذلك أخرجنا من الزنزانة وساقنا وهو يكيل لي السباب قائلاً : انتصرنا . انتصرنا غصب عنك وموتك حل دلوقت (كان ذلك عصر 5 يونيو سنة 1967 ) وأصعدوني وحميدة عربة جيش مصفحة مملوءة بالحرس من ضباط وعسكر . وخرجت السيارة من السجن الحربي، وكان أركان حرب السجن بجانب سائق السيارة، وصرت في غير وعى ومن غير تفكير من قسوة الضرب أردد : حسبنا الله ونعم الوكيل ، كنت أرددها بصوت مرتفع جدا. وأحسست أن السماء والأرض وكل الكون ينطق معي ويشكو إلى الله . وكنت كلما نبهتني حميدة لأصمت أخذتني غيبوبة وصرت أردد: حسبنا الله ونعم الوكيل . وكنت أحس وأسمع الكون ينطق بها معي . .
كنت على يقين من أنني مسوقة إلى الإعدام كما ذكر صفوت وهو يفهمني في الزنزانة، فانصرفت إلى الله بكل مشاعري وأنا أتلو ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) التوبة ، وقوله تعالى : ( وما جعل لبشر من قبلك الخلد ) الأنبياء: 34
وأتمثل قول القائل :
ولست أبالي حين أقتل مسلما ****على أي جنب كان في الله مصرعي
وقول القائل :
أقول لها وقد طارت شعاعا ****من الأبطال ويحك لن تراعى
فإنك إن طلبت بقاء يوم ****على الأجل الذي لك لم تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا **** فما نيل الخلود بمستطاع
وفجأة وقفت العربة وأخذت حميدة تهزني وفتحت عيني، فإذا نحن أمام سجن القناطر للنساء.
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وجزاها خيرا عما قدمت للإسلام والمسلمين من بطولات وتضحيات وثبات على الحق
للأخوة الذين يعيشون في مصر من يريد الصلاة عليها بإذن الله ستكون بعد صلاة الظهر في مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر
والله المستعان
توفت بالأمس أمنا الفاضلة السيدة زينب الغزالي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
وهي رحمها الله كانت إمرأة بأمة أحسبها والله حسيبها
تلك بعض الكلمات من كتابها الذي تروي فيه قصة حياتها رحمها الله :
وجاء صباح الخامس من يونيو ولم تفتح الزنزانات . . وفجأة فتح باب الزنزانة مارد أسود من العساكر وصاح : لقد انتصر عبد الناصر يا ولاد الـــــــــ . وخرج كما دخل ليأتي غيره بعد مهلة يشتمنا وينقل إلينا أخبار الانتصار وإسقاط الطائرات بأعدادها ، ويخرج ليدخل ثالث بعد فترة فيروي أخبار الزعيم الهمام وانتصاراته . . ورابع . . وخامس . . ونحن في صمت لا نجيب . ومع أذان العصر فتحت الزنزانة ودخل صفوت الروبي في وحشية وأخذ يضربني بحذاء غليظ فقد كان بملابس الميدان ، كان يأخذني بيديه ويرميني إلى الحائط ثم ينزل بحذائه الغليظ على جسدي ركلا وهو يقول : إحنا انتصرنا يا بنت الـ . . . ووقفت حميدة وهى
تقول : ليه. .؟! والمجرم لا يكف عن ضربي حتى الإغماء فتركني وأخذ يأمر العساكر المصاحبين له برمي حاجياتنا خارج الزنزانة، ثم عاد إلى ضربي . بعد ذلك أخرجنا من الزنزانة وساقنا وهو يكيل لي السباب قائلاً : انتصرنا . انتصرنا غصب عنك وموتك حل دلوقت (كان ذلك عصر 5 يونيو سنة 1967 ) وأصعدوني وحميدة عربة جيش مصفحة مملوءة بالحرس من ضباط وعسكر . وخرجت السيارة من السجن الحربي، وكان أركان حرب السجن بجانب سائق السيارة، وصرت في غير وعى ومن غير تفكير من قسوة الضرب أردد : حسبنا الله ونعم الوكيل ، كنت أرددها بصوت مرتفع جدا. وأحسست أن السماء والأرض وكل الكون ينطق معي ويشكو إلى الله . وكنت كلما نبهتني حميدة لأصمت أخذتني غيبوبة وصرت أردد: حسبنا الله ونعم الوكيل . وكنت أحس وأسمع الكون ينطق بها معي . .
كنت على يقين من أنني مسوقة إلى الإعدام كما ذكر صفوت وهو يفهمني في الزنزانة، فانصرفت إلى الله بكل مشاعري وأنا أتلو ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) التوبة ، وقوله تعالى : ( وما جعل لبشر من قبلك الخلد ) الأنبياء: 34
وأتمثل قول القائل :
ولست أبالي حين أقتل مسلما ****على أي جنب كان في الله مصرعي
وقول القائل :
أقول لها وقد طارت شعاعا ****من الأبطال ويحك لن تراعى
فإنك إن طلبت بقاء يوم ****على الأجل الذي لك لم تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا **** فما نيل الخلود بمستطاع
وفجأة وقفت العربة وأخذت حميدة تهزني وفتحت عيني، فإذا نحن أمام سجن القناطر للنساء.
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وجزاها خيرا عما قدمت للإسلام والمسلمين من بطولات وتضحيات وثبات على الحق
للأخوة الذين يعيشون في مصر من يريد الصلاة عليها بإذن الله ستكون بعد صلاة الظهر في مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر
والله المستعان