بنت الرسالة
02 Aug 2005, 08:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
مضى إليها ، ودخل في غمراتها ، خلف بنوناً وأموالا،وأهلاً وأزواجا، فبكته عيون المحبين ، وقلوب المشتاقين ، ثم سلو في حياتهم لا هين ، وتناسوا امرءً كان بينهم ذات حين ..!!
فلن تنفعه وربي غير أعماله الصالحة وعبادته الخالصة ..!!
مضى .. حيث حياته البرزخية إما في نعيم مقيم أو في عذابٍ وجحيم ...
فتعالوا يا أحبة نقرأ شيئاً عن تلك الدار التي سنمربها ولو بعد حين :
دار البرزخ ... هي دار بين الحياة الدنيا والآخرة .. سواءً أقمت حينها في القبر أم لم تدفن نسأل الله تعالى حسن الختام ، إذ أن من يموت حرقا ًأو تأكله السباع فلا يدفن يعيش حياته البرزخية كما يقدر له الله تعالى ..
يقول الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة : (الْبَرْزَخِ - مَا بَيْنَ الْمَوْتِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ - هَذَا قَوْلُ السَّلَفِ قَاطِبَةً وَأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ؛ وقال رحمه الله في رده على المنكرين لتلك الحياة ومايحويهامن الثواب والعقاب الْقُرْآنُ قَدْ بَيَّنَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ بَقَاءَ النَّفْسِ بَعْدَ فِرَاقِ الْبَدَنِ وَبَيَّنَ النَّعِيمَ وَالْعَذَابَ فِي الْبَرْزَخِ
،ثم بين رحمه الله ذكرالقرآن للنعيم والعذاب في البرزخ فقال : وذَكَرَ عَذَابَ الْقِيَامَةِ وَالْبَرْزَخِ مَعًا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ : ذَكَرَهُ فِي قِصَّةِ آلِ فِرْعَوْنَ فَقَالَ : { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ } { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } وَقَالَ عَنْ الْمُنَافِقِينَ : { سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ : الْمَرَّةُ الأ ولَى فِي الدُّنْيَا وَالثَّانِيَةُ فِي الْبَرْزَخِ ؛ { ثُمَّ يُرَدُّونَ إلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } فِي الآخِرَةِ ،
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ : { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الْقَلِيبِ نَادَاهُمْ : يَا فُلانُ يَا فُلانُ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ؟ فَقَدْ وَجَدْت مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا } . وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى وُجُودِهِمْ وَسَمَاعِهِمْ وَأَنَّهُمْ وَجَدُوا مَا وَعَدُوهُ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ الْعَذَابِ..{ حَتَّى إذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ } { لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ..انتهى كلامه رحمه الله تعالى ..)
يقول فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى :البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة وإن لم يدفن كما قال – تعالى -: ( ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)ولكن هل الداعي إذا دعا "أعوذ بالله من عذاب القبر" يريد عذاب مدفن الموتى ، أو من عذاب البرزخ الذي بين موته وبين قيام الساعة؟
الجواب: يريد الثاني لأن الإنسان في الحقيقة لا يدري هل يموت ويدفن أو يموت وتأكله السباع ، أو يحترق ويكون رماداً ما يدري ( وما تدري نفس بأي أرض تموت)فاستحضر أنك إذا قلت : من عذاب القبر أي من العذاب الذي يكون للإنسان بعد موته إلى قيام الساعة..
***
أيها الأريب الفطن .. ستمضي إلى دار "برزخ" كما مضى أسلافك..!!
فتودع أهلك وأصحابك وبنوك وأحبابك ..فإن قدر الله تعالى وتوفاك بينهم فإنك لا محالة ستكون كما كانوا((شاخص البصر، جامد الجسد، واهن القوى ، خاوي الروح ..!
محمولٌ رغم سلامة قدميك ، مغسل رغم سلامة أعضاءك، مدفون رغم نواح محبيك..!
راقد على ترابٍ وحجر..وتسمع قرع نعال أهلك في القبر..
ستبصر في ضيقٍ ولحود فإما ظلامُ أو نور ممدود ..!
ستسُأل عن رب و إلاه الوجود، ونبي الخلق الأمين المحمود..!!
فأعد جوابا،وعملاً وزادا يقيك المهالك وسوء المسالك ..!!
أيها النبيل العاقل ..
مضى أسلافنا إلى دار برزخ .. ونحن خلفهم ماضون .. فكل يومٍ يمضي يزيدنا قربنا من تلك الدار ..!
فهلا أفقنا من سكر الهوى ، والتعلق بالدنيا ، فتباً لحياةٍ فانية ، زائلة ، تقود إلى المهالك رغم أنها سبيلٌ إلى دار الخلود..
يا طالب الدنيا الدنيا إنها
شرَ ك الردى وقرارة الأكدارِ
دارٌ متى ما أضحكت في يومها
أبكت غداً ، تباً لهامن دارِ
غاراتها لا تنقضي وأسيرها
لا يُفتدى بجلائل الأخطارِ
كم مزدرٍ بغرورهاحتى غدا
متمرداً متجاوز المقدارِ
فاربأ بعمرك أن يمر مضيعاً
فيها سدى من غير مااستظهارِ
واقطع علائق حبهاوطلابها
تلق الهدى ورفاهة الأسرارِ
أسأل الله تعالى بمنه وفضله وكرمه .. أن يثبتنا على دينه وأن يحسن لنا الخواتيم ويقر أعيننا
برؤيته ويخلدنا في فردوس جنته ووالدينا والمسلمين أجمعين ..
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
مضى إليها ، ودخل في غمراتها ، خلف بنوناً وأموالا،وأهلاً وأزواجا، فبكته عيون المحبين ، وقلوب المشتاقين ، ثم سلو في حياتهم لا هين ، وتناسوا امرءً كان بينهم ذات حين ..!!
فلن تنفعه وربي غير أعماله الصالحة وعبادته الخالصة ..!!
مضى .. حيث حياته البرزخية إما في نعيم مقيم أو في عذابٍ وجحيم ...
فتعالوا يا أحبة نقرأ شيئاً عن تلك الدار التي سنمربها ولو بعد حين :
دار البرزخ ... هي دار بين الحياة الدنيا والآخرة .. سواءً أقمت حينها في القبر أم لم تدفن نسأل الله تعالى حسن الختام ، إذ أن من يموت حرقا ًأو تأكله السباع فلا يدفن يعيش حياته البرزخية كما يقدر له الله تعالى ..
يقول الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة : (الْبَرْزَخِ - مَا بَيْنَ الْمَوْتِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ - هَذَا قَوْلُ السَّلَفِ قَاطِبَةً وَأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ؛ وقال رحمه الله في رده على المنكرين لتلك الحياة ومايحويهامن الثواب والعقاب الْقُرْآنُ قَدْ بَيَّنَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ بَقَاءَ النَّفْسِ بَعْدَ فِرَاقِ الْبَدَنِ وَبَيَّنَ النَّعِيمَ وَالْعَذَابَ فِي الْبَرْزَخِ
،ثم بين رحمه الله ذكرالقرآن للنعيم والعذاب في البرزخ فقال : وذَكَرَ عَذَابَ الْقِيَامَةِ وَالْبَرْزَخِ مَعًا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ : ذَكَرَهُ فِي قِصَّةِ آلِ فِرْعَوْنَ فَقَالَ : { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ } { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } وَقَالَ عَنْ الْمُنَافِقِينَ : { سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ : الْمَرَّةُ الأ ولَى فِي الدُّنْيَا وَالثَّانِيَةُ فِي الْبَرْزَخِ ؛ { ثُمَّ يُرَدُّونَ إلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } فِي الآخِرَةِ ،
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ : { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الْقَلِيبِ نَادَاهُمْ : يَا فُلانُ يَا فُلانُ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ؟ فَقَدْ وَجَدْت مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا } . وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى وُجُودِهِمْ وَسَمَاعِهِمْ وَأَنَّهُمْ وَجَدُوا مَا وَعَدُوهُ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ الْعَذَابِ..{ حَتَّى إذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ } { لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ..انتهى كلامه رحمه الله تعالى ..)
يقول فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى :البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة وإن لم يدفن كما قال – تعالى -: ( ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)ولكن هل الداعي إذا دعا "أعوذ بالله من عذاب القبر" يريد عذاب مدفن الموتى ، أو من عذاب البرزخ الذي بين موته وبين قيام الساعة؟
الجواب: يريد الثاني لأن الإنسان في الحقيقة لا يدري هل يموت ويدفن أو يموت وتأكله السباع ، أو يحترق ويكون رماداً ما يدري ( وما تدري نفس بأي أرض تموت)فاستحضر أنك إذا قلت : من عذاب القبر أي من العذاب الذي يكون للإنسان بعد موته إلى قيام الساعة..
***
أيها الأريب الفطن .. ستمضي إلى دار "برزخ" كما مضى أسلافك..!!
فتودع أهلك وأصحابك وبنوك وأحبابك ..فإن قدر الله تعالى وتوفاك بينهم فإنك لا محالة ستكون كما كانوا((شاخص البصر، جامد الجسد، واهن القوى ، خاوي الروح ..!
محمولٌ رغم سلامة قدميك ، مغسل رغم سلامة أعضاءك، مدفون رغم نواح محبيك..!
راقد على ترابٍ وحجر..وتسمع قرع نعال أهلك في القبر..
ستبصر في ضيقٍ ولحود فإما ظلامُ أو نور ممدود ..!
ستسُأل عن رب و إلاه الوجود، ونبي الخلق الأمين المحمود..!!
فأعد جوابا،وعملاً وزادا يقيك المهالك وسوء المسالك ..!!
أيها النبيل العاقل ..
مضى أسلافنا إلى دار برزخ .. ونحن خلفهم ماضون .. فكل يومٍ يمضي يزيدنا قربنا من تلك الدار ..!
فهلا أفقنا من سكر الهوى ، والتعلق بالدنيا ، فتباً لحياةٍ فانية ، زائلة ، تقود إلى المهالك رغم أنها سبيلٌ إلى دار الخلود..
يا طالب الدنيا الدنيا إنها
شرَ ك الردى وقرارة الأكدارِ
دارٌ متى ما أضحكت في يومها
أبكت غداً ، تباً لهامن دارِ
غاراتها لا تنقضي وأسيرها
لا يُفتدى بجلائل الأخطارِ
كم مزدرٍ بغرورهاحتى غدا
متمرداً متجاوز المقدارِ
فاربأ بعمرك أن يمر مضيعاً
فيها سدى من غير مااستظهارِ
واقطع علائق حبهاوطلابها
تلق الهدى ورفاهة الأسرارِ
أسأل الله تعالى بمنه وفضله وكرمه .. أن يثبتنا على دينه وأن يحسن لنا الخواتيم ويقر أعيننا
برؤيته ويخلدنا في فردوس جنته ووالدينا والمسلمين أجمعين ..
منقول