محب الدعوة
29 Jul 2005, 02:32 PM
وصف المتقين
جاء عابد يقال له (همام) إلى الإمام على رضي الله عنه وقال له:
صف لى المتقين حتى كأنى أنظر إليهم..
فقال رضي الله عنه:
هم أهل الفضائل .. منطقهم الصواب ، وملبسهم الاقتصاد ، ومشيهم التواضع..
غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم ، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ..
نزلت أنفسهم فى البلاء كالتى نزلت فى الرخاء .. لولا الأجل الذي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم فى أجسادهم طرفة عين شوقا إلى ربهم ، عظم الخالق فى أنفسهم فصغر ما دوته فى أعينهم..
قلوبهم محزونة ، وشرورهم مأمونة ، وأجسادهم نحيفة ، وحاجاتهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة ..
صبروا أياما قصيرة ، أعقبتهم راحة طويلة ..
تجارة رابحة سيرها لهم ربهم ، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ، وأسرتهم ففدوا انفسهم منها ..
أما الليل فصافون أقدامهم يرتلون لأجزاء القرآن ترتيلا ..
فإذا مروا بآية فيها تخويف صغوا إليها بمسامع قلوبهم ، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم ..
فهم جاثون على ركبهم يطلبون من الله فكاك رقابهم..
وأما النهار فحلماء ، علماء أبرار أتقياء .. قد براهم الخوف برى القداح..
ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى .. وما بالقوم من مرض ..
لايرضون من أعمالهم بالقليل ، ولا يستكثرون الكثير .. فهم لأنفسهم متهمون ، ومن أعمالهم مشفقون ..
إذا زكى أحدهم خاف مما يقال له فيقول : أنا أعلم بنفسى من غيرى ، وربى أعلم بنفسى منى .. اللهم لا تؤاخذنى بما يقولون ، واجعلنى أفضل مما يظنون ، واغفر لى ما لا يعلمون ..
فمن علامة أحدهم : أنك ترى له قوة في الدين ، وحزما فى لين ، وإيمانا فى يقين ، وحرصا فى علم ، وعملا فى حلم ، وقصدا فى غنى ، وخشوعا فى عبادة ، وتحملا فى فاقة ، وصبرا فى شدة ، وطلبا فى حلال ، ونشاطا فى هدى ، وتحرجا عن طمع ..
يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل.. يمسى وهمه الشكر ، ويصبح وهمه الذكر ..
يمزج الحلم بالعلم ، والقول بالعمل .. تراه قريبا أمله ، قليلا زللْه ، خاشعا قلبه ، قانعة نفسه ، مكظوما غيظه ، ميتة شهوته ..
الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون.. يعفو عمن ظلمه ، ويعطى من حرمه ، ويصل من قطعه ، بعيدا فحشه ، لينا قوله ، غائبا منكره ، حاضرا معروفه ..
فى الزلازل وقور ، وفى المكاره صبور ، وفى الرخاء شكور ، ولا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب..
يعترف بالحق قبل ان يشهد عليه ، لا يضيع ما استحفظ ، ولا ينابز بالالقاب ، ولا يضر بالجار ، ولا يشمت بالمصائب ..
إن بغى عليه صبر حتى يكون الله هو الذى ينتقم له.. نفسه منه فى هناء ، والناس منه فى راحة ..
أتعب نفسه لآخرته ، وأراح الناس من نفسه .. بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة ، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ، وليس تباعده بكبر وعظمة ، ولا دنوه بمكر و خديعة.
أخوكم محب الدعوة
جاء عابد يقال له (همام) إلى الإمام على رضي الله عنه وقال له:
صف لى المتقين حتى كأنى أنظر إليهم..
فقال رضي الله عنه:
هم أهل الفضائل .. منطقهم الصواب ، وملبسهم الاقتصاد ، ومشيهم التواضع..
غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم ، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ..
نزلت أنفسهم فى البلاء كالتى نزلت فى الرخاء .. لولا الأجل الذي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم فى أجسادهم طرفة عين شوقا إلى ربهم ، عظم الخالق فى أنفسهم فصغر ما دوته فى أعينهم..
قلوبهم محزونة ، وشرورهم مأمونة ، وأجسادهم نحيفة ، وحاجاتهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة ..
صبروا أياما قصيرة ، أعقبتهم راحة طويلة ..
تجارة رابحة سيرها لهم ربهم ، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ، وأسرتهم ففدوا انفسهم منها ..
أما الليل فصافون أقدامهم يرتلون لأجزاء القرآن ترتيلا ..
فإذا مروا بآية فيها تخويف صغوا إليها بمسامع قلوبهم ، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم ..
فهم جاثون على ركبهم يطلبون من الله فكاك رقابهم..
وأما النهار فحلماء ، علماء أبرار أتقياء .. قد براهم الخوف برى القداح..
ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى .. وما بالقوم من مرض ..
لايرضون من أعمالهم بالقليل ، ولا يستكثرون الكثير .. فهم لأنفسهم متهمون ، ومن أعمالهم مشفقون ..
إذا زكى أحدهم خاف مما يقال له فيقول : أنا أعلم بنفسى من غيرى ، وربى أعلم بنفسى منى .. اللهم لا تؤاخذنى بما يقولون ، واجعلنى أفضل مما يظنون ، واغفر لى ما لا يعلمون ..
فمن علامة أحدهم : أنك ترى له قوة في الدين ، وحزما فى لين ، وإيمانا فى يقين ، وحرصا فى علم ، وعملا فى حلم ، وقصدا فى غنى ، وخشوعا فى عبادة ، وتحملا فى فاقة ، وصبرا فى شدة ، وطلبا فى حلال ، ونشاطا فى هدى ، وتحرجا عن طمع ..
يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل.. يمسى وهمه الشكر ، ويصبح وهمه الذكر ..
يمزج الحلم بالعلم ، والقول بالعمل .. تراه قريبا أمله ، قليلا زللْه ، خاشعا قلبه ، قانعة نفسه ، مكظوما غيظه ، ميتة شهوته ..
الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون.. يعفو عمن ظلمه ، ويعطى من حرمه ، ويصل من قطعه ، بعيدا فحشه ، لينا قوله ، غائبا منكره ، حاضرا معروفه ..
فى الزلازل وقور ، وفى المكاره صبور ، وفى الرخاء شكور ، ولا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب..
يعترف بالحق قبل ان يشهد عليه ، لا يضيع ما استحفظ ، ولا ينابز بالالقاب ، ولا يضر بالجار ، ولا يشمت بالمصائب ..
إن بغى عليه صبر حتى يكون الله هو الذى ينتقم له.. نفسه منه فى هناء ، والناس منه فى راحة ..
أتعب نفسه لآخرته ، وأراح الناس من نفسه .. بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة ، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ، وليس تباعده بكبر وعظمة ، ولا دنوه بمكر و خديعة.
أخوكم محب الدعوة