المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسباب و الأعمال التى يضاعف بها الثواب



خطاب الحوينى
20 Jul 2005, 03:17 PM
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم أما بعد،

فإن التزود بالطاعات والاستكثار من الصالحات غايه ومطلب لكا مؤمن وقد سئل الشيخ العلامه عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمة الله عن اسباب مضاعفة ثواب الاعمال الصالحة فأجاب رحمه الله بجواب نفيس حيث ذكر أسبابا متنوعة لمضاعفة ثوابها، مستدلا بنصوص الوحيين ومراعيا مقاصد الشريعة ومصالحها:-
قال رحمه الله :-
الجواب وبالله التوفيق أما مضاعفه العمل بالحسنه الي عشر أمثالها فهذا لابد منة في كل عمل صالح كما قال تعالي "من جاء بالحسنه فله عشر أمثالها " الانعام 160 ، واما المضاعفه بزيادة عن ذلك وهي مراد السائل فلها أسباب : إما متعلقه بالعامل, أو بالعمل نفسة , أو بزمانة , أو بمكانة و أثارة .

فمن أهم اسباب المضاعفة أن يحقق العبد فى عملة الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول , فالعمل اذا كان من الاعمال المشروعة و قصد العبد بة رضا ربة و ثوابة , و حقق هذا القصد بأن يجعلة هو الداعى لة الى العمل و هو الغاية لعملة بأن يكون عملة صادرا عن ايمان بالله و رسولة , و أن يكون الداعى لة لأجل أمر الشارع , و أن يكون القصد منة وجة الله و رضاة , كما ورد هذا المعنى فى عدة آيات و احاديث كقولة تعالى "" انما يتقبل الله من المتقين " اى المتقين الله فى عملهم بتحقيق الاخلاص و المتابعة و كما فى قولة صلى الله علية و سلم " من صام رمضانا ايمانا و احتسابا غفر لة ما تقدم من ذنبة " متفق علية من حديث ابى هريرة رضى الله عنة , و غيرها من النصوص .

و القليل من العمل و الاخلاص الكامل يرجح من بالكثير الذى لم يصل الى مرتبتة فى قوة الاخلاص , و لهذا كانت الأعمال الظاهرة تتفاضل عند الله بتفاضل ما يقوم بالقلوب من الايمان و الاخلاص و يدخل فى الأعمال الصالحة التى تتفاضل بتفاضل الاخلاص ترك ما تشتهية النفوس من الشهوات المحرمة اذا تركها خالصا من قلبة و لم يكن لتركها من الواعى غير الاخلاص , و قصة اصحاب الغار .. متفق علية من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما شاهدا بذلك .

و من أسباب المضاعفة - هو أصل و أساس لما تقدم صحة العقيدة و قوة الايمان بالله و صفاتة , و قوة ارادة العبد و رغبتة فى الخير فان اهل السنة و الجماعة المحضة و أهل العلم الكامل المفصل بأسماء الله و صفاتة و قوة لقاء الله تضاعف اعمالهم مضاعفة كبيرة لا يحصل مثلها , و لا قريبا منها لمن لم يشاركوهم فى هذا الايمان و العقيدة و لهذا كان السلف يقولون : أهل السنة ان قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عقائدهم , و أهل البدع ان كثرت اعمالهم قعدت بعهم عقائدهم , ووجة الاعتبار أن اهل السنة مهتدون و أهل البدعة ضآلون , و معلوم الفرق بين من يمشى على الصراط المستقيم و بين من هو منحرف عنة الى طرق الجحيم , و غايتة أن يكون ضآلا متأولا .

و من أسباب مضاعفة العمل : أن يكون من الأعمال التى نفعها للاسلام و المسلمين لة وقع و أثر و غناء , و نفع كبير , و ذلك كالجهاد فى سبيل الله : الجهاد البدنى , و المالى , و القولى , و مجادلة المنحرفين ؛ كما ذكر الله نفقة المجاهدين و مضاعفتها بسبعمائة ضعف .

و من أعظم الجهاد سلوك طرق التعلم و التعليم ؛ فان الاشتغال بذلك لمن صحت نيتة لا يوزنة عمل من الأعمال ؛ لما فية من احياء العلم و الدين و ارشاد الجاهلين و الدعوة الى الخير و النهى عن الشر , و الخير الكثير الذى لا يستغنى العباد عنة , فمن سلك طريقا يلتمس فية علما سهل الله بة طريقا الى الجنة , و من ذلك المشاريع الخيرية التى فيها اعانة المسلمين على امور دينهم و دنياهم التى يستمر نفعها و يتسلسل احسانها كما ورد فى الصحيح : اذا مات العبد انقطع عملة الا من ثلاث :" صدقة جارية , أو علم ينتفع بة من بعدة , أو ولد صالح يدعو لة " . رواة مسلم فى صحيحة من حديث ابى هريرة رضى الله عنة .

و من الأعمال المضاعفة , العمل الذى اذا قام بة العبد شاركة فية غيرة , فهذا ايضا يضاعف بحسب من شارك , و من كان هو سبب قيام اخوانة المسلمين بذلك العمل فهذا بلا ريب يزيد اضعاف مضاعفة على عمل اذا عملة العبد لكم يشاركة فية أحد , بل هو من الأعمال القاصرة على عاملها و لهذا فضل الفقهاء الأعمال المتعدية للغير على الأعمال القاصرة .
و من الاعمال المضاعفة اذا كان العمل لة وقع عظيم و نفع كبير كما اذا كان فية انجاء من مهلكة , و ازالة ضرر المتضررين و كشف الكرب عن المكروبين , فكم من عمل لهذا النوع يكون أكبر سبب لنجاة العبد من العقاب و فوزة بجزيل الثواب حتى البهائم اذا ازيل ما يضرها كان الأجر عظيما ؛ و قصة المرأة البغى التى سقت الكلب الذى كاد يموت من العطش فغفر لها بغيها شاهد بذلك ... متفق علية من حديث ابى هريرة رضى الله عنة .

و من أسباب المضاعفة : أن يكون العبد حسن الاسلام حسن الطريقة تاركا للذنوب غير مصر على شىء منها , فان أعمال هذا مضاعفة كما ورد بذلك الحديث الصحيح :" اذا أحسن احدكم اسلامة , فكل حسنة يعملها تكتب لة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف....." متفق علية من حديث ابى هريرة رضى الله عنة , و من أسبابها رفعة العمامل عند الله , و مقامة العلى فى الاسلام , فان الله تعالى شكور حليم , لهذا كان أجر نساء النبى صلى الله علية و سلم مضاعفا , قال تعالى " و من يقنت منكن لله و رسولة و تعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين " و كذلك العالم الربانى و هو العالم العامل المعلم , تكون مضاعفة أعمالة بحسب مقامة عند الله كما أن امثال هؤلاء اذا وقع منهم الذنب كان أعظم من غيرهم , لما يجب عليهم من زيادة التحرز , و لما يجب عليهم من زيادة الشكر لله على ما خصهم بة من النعم .

و من الأسباب : الصدقة من الكسب الطيب , كما وردت بذلك النصوص و منها , شرف الزمان كرمضان و عشر ذى الحجة , و نحوها , و شرف المكان كالعبادة فى المساجد الثلاث , و العبادة فى الأوقات التى حث الشارع على قصدها , كالصلاة فى آخر الليل و صيام الأيام الفاضلة و نحوها ’ و هذا راجع الى تحقيق المتابعة للرسول المكمل صلى الله علية و سلم مع الاخلاص للأعمال المنمى لثوابها عند الله تعالى ,,
و من أسباب المضاعفة القيام بالأعمال الصالحة عند المعارضات النفسية و المعارضات الخارجية , فكلما كانت المعارضات أقوى و الدواعى للترك أكثر , كان العمل أكمل و أكثر مضاعفة و أمثلة هذا كثير جدا , و لكن هذا ضابطها .

و من أهم ما يضاعف فية العمل : الاجتهاد فى تحقيق مقام الاحسان و المراقبة و حضور القلب فى العمل , فكلما كانت هذة الامور اقوى كان الثواب اكثر , و لهذا ورد فى الحديث "" ليس لك من صلاتك الا ما عقلت منها "" فالصلاة و نحوها اذا كانت تجزىء اذا اتى بصورتها الظاهرة وواجباتها الظاهرة و الباطنة الا أن كمال القبول و كمال الثواب و زيادة الحسنات و رفعة الدرجات و تكفير السيئات و زيادة نور الايمان بحسب حضور القلب فى العبادة " اى يكتب للانسان من صلاتة على حسب خشوعة فيها ,, و لهذا كام من أسباب مضاعفة العمل حصول أثرة الحسن فى نفع العبد و زيادة ايمانة و رقة قلبة و طمأنينتة و حصول المعانى المحمودة للقلب من آقار العمل , فأن الأعمال كلما كملت كان آثارها فى القلوب أحسن الآثار و بالله التوفيق ..

و من لطائف المضاعفة أن إسرار العمل قد يكون سببا لمضاعفة الثواب فإن من السبعة الذين يظلهم الله فى ظلة : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شمالة ما تنفق يمينة و منهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناة .. متفق علية من حديث ابى هريرة رضى الله عنة , كما أن اعلانها قد يكون سببا للمضاعفة كالأعمال التى تحصل فيها الإسوة و الاقتداء , و هذا مما يدخل فى القاعدة المشهورة , قد يعرض للعمل المفضول من المصالح ما يصيرة أفضل من غيرة و مما هو كالمتفق علية بين العلماء الربانيين أن الاتصاف فى كل الأوقات بقوة الاخلاص لله و محبة الخير للمسلمين مع اللهج بذكر الله تعالى لا يلحقها شىء من الأعمال و أهلها سابقون : لكل فضيلة و أجر و ثواب و غيرها من الأعمال تبعا لها فأهل الاخلاص و الاحسان و الذكر هم السابقون السابقون المقربون فى جنات النعيم .
نسأل الله تبارك و تعالى أن يوفقنا لكل خير فى الدنيا و الآخرة إنة ولى ذلك و القادر علية و صلى اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين .

أبو طالب الأنصاري
20 Jul 2005, 05:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطاب

جزاك الله خيرا أخي على النقل المبارك

رحم الله العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي

بارك الله فيك

أبوالزبير
20 Jul 2005, 06:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطاب

جزاك الله خيراً أخي الحبيب في الله على نقلك المبارك

بارك الله فيك

ورحم الله الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي

رحمة واسعة

ووفقكَ الله وسدد خطاك

أبو فراس
21 Jul 2005, 02:08 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

خطاب

جزيت الجنة أخي الفاضل

سلمت يداك

ننتظر المزيد

,,,

أخوك المحب

أبو فراس