المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا



al-kalem al-6aib
25 Jan 2004, 12:01 PM
<div align="center"> ¤*´³´*»§( بسم الله الرحمن الرحيم)§«*´³´*¤</div>

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
أخي المسلم الحبيب :
- هل خلوت بنفسك يوماُ فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال ؟
- هل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك ؟
- بل هل تأملت يوماُ طاعاتك التي تفتخر بذكرها ؟
فإن وجدت أن كثيرا منها مشوبا بالرياء والسمعة وحظوظ النفس فكيف تصبر على هذه الحال ، وطريقك محفوف بالمكاره والأخطار ؟ وكيف القدوم على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار ؟ قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم ) [ الحشر : 18،19] .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر ، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية .


<div align="center">¤*´³´*»§( عبادة وخشية)§«*´³´*¤</div>

وقد مدح الله تعالى أهل طاعته بقوله : ( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ,الذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )

عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقلت : أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون ؟ فقال : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، ويخافون ألا يقبل منهم ، أولئك يسارعون في الخيرات .

أخي المسلم : هكذا كان سلفنا الكرام ، يتقربون إلى الله بالطاعات ، ويسارعون إليه بأنواع القربات ، ويحاسبون أنفسهم على الزلات ، ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم

وهذا الصديق رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد &#33;&#33; وكان يبكي كثيرا ، ويقول : ابكوا ، فإن لم تبكو فتباكوا ، وقال: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد .

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى : ( إن عذاب ربك لواقع ) فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه ، وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه ، فيبقى في البيت أياما يعاد، يحسبونه مريضا ، وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء .

وقال له ابن عباس رضي الله عنهما قال : مصر الله بك الأمصار ، وفتح بك الفتوح وفعل ، فقال عمر : وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر &#33;&#33;

وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه : كان إذا وقف على القبر بكى حتى تتبلل لحيته ، وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيهما يؤمر بي ، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير &#33;&#33;

وهذا على بن أبي طالب رضي الله عنه : كان كثير البكاء والخوف ، والمحاسبة لنفسه ، وكان يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل واتباع الهوى ، قال : فأما طول الأمل فينسى الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق .

<div align="center">¤*´³´*»§( واعظ الله في القلب)§«*´³´*¤</div>

عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ضرب الله مثلا صراصا مستقيما ، وعلى جنبتي الصراط سوران ، فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى الصراط داع يدعو يقول : يا أيها الناس اسلكوا الصراط جميعا ولا تعوجوا ، وداع يدعو على الصراط ، فإذا أراد أحدكم فتح تلك الأبواب قال : ويلك &#33; لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه ، فالصراط : الاسلام . والستور : حدود الله . والأبواب المفتحة: محارم الله . والداعي من فوق : واعظ الله يذكر في القلب كل مسلم ) [ احمد والحاكم وصححة الالباني ] .
فهلا استجبت _ اخي المسلم _ لواعظ الله في قلبك ؟ وهلا حفظت حدود الله ومحارمه ؟ وهلا انتصرت على عدو الله وعدوك ، وقال تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) [ فاطر : 6 ] .

عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال : ما من عبد إلا وله عينان في وجهه يبصربهما أمر الدنيا ، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة ، فإذا أراد الله بعبد خيرا ، فتح عينيه اللتين في قلبه ، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب ، وإذا أراد به غير ذلك ، تركه على ما فيه ثم قرأ : ( أم على قلوب أقفالها ) [ محمد : 24 ] .

<div align="center">¤*´³´*»§( أقوال في محاسبة النفس)§«*´³´*¤</div>

كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله : ( حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشده ،فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة ، عاد أمره إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته ، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة .

وقال الحسن : لا تلقى المؤمن إلا يحساب نفسه : ماذا أردت تعملين ؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين ؟ والفاجر يمضي قدما لا يحاسب نفسه .

وقال قتادة في قوله تعالى : ( وكان أمره فرطا ) أضاع نفسه وغبن ، مع ذلك تراه خافظا لماله ، مضيعا لدينه .

وقال ميمون بن مهران : لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ، ولهذا قيل : النفس كالشريك الخوان ، إن لم تحاسبه ذهب بمالك .

وذكر الإمام احمد عن وهب قال : مكتوب في حكمة أل داود : حق على العاقل ألا يفعل عن أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه ، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاته فيما يحل ويجمل ، فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات وإجماماً للقلوب .

وكان الاحنف بن قيس يجئ إلى المصباح ، فيضع إصبعه فيه ثم يقول : حس يا حنيف ، ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ وما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟

قال مالك بن دينار: رحم الله عبدا قال لنفسه : ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم زمها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائدا .

قال ابن أبي ملكية : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل &#33;&#33;

قال الإمام ابن القيم رحمه الله : ( ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ، ونحن جمعنا بين التقصير ، بل التفريط والأمن ) .

<div align="center">¤*´³´*»§( أقسام محاسبة النفس)§«*´³´*¤</div>

محاسبة النفس نوعان : نوع قبل العمل ونوع بعده .
النوع الأول : محاسبة النفس قبل العمل فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته ، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه ، قال الحسن رحمه الله : رحم الله عبدا وقف عنه همه ، فإن كان لله مضى ، وإن كان لغيره تأخر .
النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل .
وهو ثلاثة أنواع :
أحدهما : محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى ، فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي .

وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور هي :

* الإخلاص في العمل * النصيحة في الله * متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم * شهود مشهد الإحسان فيه * شهود منه الله عليه * شهود تقصيره فيه

الثاني : أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم يفعله . وهل أراد به الله والدار الآخرة ؟ فيكون رابحا ، أو أراد به الدنيا وعاجلها ؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به .

الثالث : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرا من فعله .


<div align="center">¤*´³´*»§( الأسباب المعينة على محاسبة النفس)§«*´³´*¤</div>

1- معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استراح من ذلك غدا ، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غدا .
2- معرفته أن ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس ، والنظر إلى وجه الرب سبحانه ، ومجاورة الأنبياء والصالحين وأهل الفضل .
3- صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ويطلعونه على عيوب نفسه .
4- حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير فإنها تدعو إلى محاسبة النفس
5- قيام الليل وقراءة القرآن الكريم والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة
6- البعد عن أماكن اللهو والغفلة فإنها تنسي الإنسان محاسبة النفس
7- ذكر الله تعالى ودعاؤه
8- زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى
9- سوء الظن بالنفس ، فإن حسن الظن بنفسه ينسى محاسبة النفس ، وربما رأى الإنسان _ بسبب حسن ظنه بنفسه _ عيوبه ومساوؤه كمالا


<div align="center">¤*´³´*»§( كيفية محاسبة النفس)§«*´³´*¤</div>

ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن محاسبة النفس تكون كالتالي :
أولا : البدء بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصا تداركه .
ثانيا : ثم المناهي ، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية .
ثالثا : محاسبة النفس على الغفلة ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله
رابعا : محاسبة النفس على حركات الجوارح ، وكلام اللسان ، ومشي الرجلين ، وبطش اليدين ، ونظر العينين ، وسماع الأذنين ، ماذا أردت بهذا ؟ ولم فعلته ؟

<div align="center">¤*´³´*»§( فوائد محاسبة النفس)§«*´³´*¤ </div>

1- الاطلاع على عيوب النفس ، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته
2- التوبة والندم وتدارك ما فات في زمن الإمكان
3- معرفة حق الله تعالى
4- انكسار العبد وزلته بين يدي الله تبارك الله وتعالى
5- معرفة كرم الله وعفوه ورحمته بعبادة في أنه لم يعجل عقوبتهم
6- مقت النفس والإزراء عليها ، والتخلص من العجب والرياء
7- الاجتهاد في الطاعات وترك المعاصي لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد
8- در الحقوق إلى أهلها ،وسل السخائم ، وحسن الخلق

<div align="center">أخي الحبيب :
كم من صلاة أضعتها ؟
كم جمعة تهاونت بها ؟
كم صيام تركته ؟
كم زكاة بخلت بها ؟
كم حج فوته ؟
كم معروف تكاسلت عنه ؟
كم منكر سكت عنه ؟
كم نظرة محرمة أصبتها ؟
كم كلمة فاحشة تكلمت بها ؟
كم أغضبت والديك ولم ترضهما ؟
كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه ؟
كم من الناس ظلمته ؟
كم الناس شتمته ؟
كم الناس اغتبته ؟
كم الناس أخذت ماله ؟ </div>

عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا ، واكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار ، [ رواه مسلم ] .

إنا لنــــــفرح بالأيام نقطـــــــعها ****** وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت فجتهدا ****** فإنما الربح والخسران في العمل

<div align="center">¤*´³´*»§( وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم .)§«*´³´*¤</div>

==================================================
المصادر : * ذم الهوى * المدهش * إغاثة اللهفان * الجواب الكافي * لطائف المعارف

==================================================

اخوكم : الكلم الطيب ،،

أبو بدر 1
25 Jan 2004, 05:12 PM
<span style='color:orangered'><div align="center">بارك الله فيك أخي
الأسم طيب .. والكلاب طيب
ولو حاسب كل انسان نفسة لتغير حال أغلب الناس
بارك الله في جهودك وبالتوفيق</div></span>

الأســــــيف2
26 Jan 2004, 02:28 PM
جــزيت خيراً وجنـــان الرحمن أخى الطـــيب الحبيب :: وبوركــت فى جمعـــك الطيب لــدرر العلماء:)

al-kalem al-6aib
26 Jan 2004, 05:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
الاحبة في الله ،،
أبو بدر _1
الاسيف 2
بارك الله فيكم على حسن الثناء وصدق الدعاء ،، سائلا الله لنا ولكم التوفيق والسداد ،،
اخوكم الكلم الطيب ، ،

القائد
02 Feb 2004, 07:44 PM
اخي الحبيب الكلم الطيب اثابك الله واحسن اليك على هذ الموضوع الرائع000فكم منا غارقا000ولو حاسب الانسان نفسه0000لوجد مالا يحمد عقباه000وبما انا محاسبون لا محاله فنحاسب انفسنا في الدنيا 000قبل ان ياتي اليوم الذي لا ينفع مالا ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم0000 مع تحيات محبكم 00000القــــــــائد