المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وعظ الأعمال لا وعظ الأقوال !!



off said
18 Jul 2005, 11:17 PM
،،،،،،،،،،، بسم اللًه الرحمن الرحيم ،،،،،،،،،،،


- الحمد للًه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المُرسلين ، وبعد :


وعظ الأعمال لا وعظ الأقوال ! .

حارث العلي

- فكم جميل بالمرء أن يكون ناصحا لغيره ، مشفقا عليه ، متمنيا له الخير ، لكن الأجمل به أن يشفق على نفسه قبل أن يشفق على غيره ، وأن ينصح لنفسه قبل أن ينصح غيره .
-
- كم هو جميل بالمرء أن يعيّ حجج اللًه تعالى ، ويفقهها حق الفقه ، ويلتزم بها قبل كل شيء ، ويقيمها بين جوارحه قبل أن يقيمها على جوارح غيره ، ليكون مدعاة له في بلوغ غايته ، وليكون مؤثرا في محيطه .
-
- إذ متى رأى الناس الإلتزام من الداعية بما يدعو إليه من خير وصلاح كان ذلك أنجع وسيلة له في إيصال رسالته التي يبتغيها ، وقد قال أحدُهم : ( نحن إلى أن نوعظ بالأعمال أحوج منا أن نوعظ بالأقوال )، وعلى المرء أن يقرن قوله بعمله ليكون أسوة مُحتاذة ، وقدوة لغيره مُرتجاة .
-
- وهذا لا يعنى أن يكون كامل الحال ، كلا ، إنما عليه استكمال صفات الصلاح ، ومزايا الفلاح ، وقد نصّ علمائنا أن العدالة ليست شرط في الآمر بالمعروف أو الناهي عن المنكر .
-
- وليس في هذا تسويغا للفاسق بإن يبقى على فسقه - معاذ اللًه - بل هو آثم بفعله آثم بمشاركته لغيره في الفسق ، وقد استدل بعض العلماء على ذلك بقول اللًه تعالى : ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه )، الآية الكريمة ، المائدة ، والمراد :
-
- إن على المسلم أن يرقب نفسه ، ومدى مداومتها على طاعة اللًه ، وأن يستكمل خصال الخير ، ويبث ما استحفظه اللًه من علم وذلك كله في تواضع وأدب ، لا يزهو بعلم أعطاه الًله ، أو بخصيصة أختصه اللًه بها ، ويدرك حق الإدراك أن عقله سيبقى عقلا بشريا لا يستقل إلا بما أقدره اللًه عليه ، ومن ثم حُق عليه أن يذعن قياده للشرع الحنيف ، وأن يتواضع في أفعاله ، وأقواله ، وعليه أن يدرك أن نماء العلم ببثه ، ونشره ، لا بكتمانه ، وخزنه .
-
- كم جميل بالمرء أن يتذكر أن اللًه عزّ وجل قد نوّع قدرات البشر ، ومعارفهم ، وطاقاتهم ، وجعل بعضهم لبعض سخريا ، فما يُحسنه فلان ليس بالضرورة أن يُحسنه فلان ، وما يعرفه فلان قد لا يعرفه غيره ، والعكس صحيح ، وأن العلم لم يُجعل مكنونا في جعبة أحد دون غيره ، وهذا من فقه الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وعلى القائم بالحُسبة - كائنا من كان - أن يعيّ بماذا يُخاطب من يبتغي مخاطبته ؟،
-
- ومن فقهه إيضا أن يجعل من سخرّهم اللًه له عونا له في إبلاغ رسالة الدعوة ، ويفقه أنه لن يعرف مدى بلوغه لغايته من عدمه إلا يوم أن تنشر الصحائف فآخذ صحيفته باليمين - جعلنا اللًه وإياكم من أهلها - وآخذ صحيفته بالشمال - عياذا باللًه - من وراء ظهره .
-
- ومن ثم فمُسكة من عقل خير من تناقض مستمر !، والمعنى مطابقة الغايات مع الوسائل المعينة على تحقيق مقاصد الدعوة ، ومراعاة عدم الانفصام بين الغاية والوسيلة ، وإلا فهو التناقض ، وهو من الأدواء التي تعرض لأعمال الدعاة .
-
- كم جميل بالمرء أن يسئل قبل أن يردّ ، وأن يستفصل قبل أن يحكم ، وأن يفرق بين مقال وكتاب ، وبين إقامة حجج ومحاولة إصلاح ذات البين ، وبين نصيحة ونقد !، كم جميل به ؟، لكن كيف له ذلك ، وهو يحكم على مقال أو ينقد شخص ، ولا يستبين حال من ينقده ، أو يحكم عليه ، وما بغيته من زبر أحرفه ، أو النطق بقالته ، كيف له ذلك ؟ ، وتدبر فقه بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين :
-
- فقد جاء رجلٌ إلى حذيفة بن اليمان - وأبو موسى الأشعري قاعدٌ .
- فقال : أرأيت رجلاً ضرب بسيفه غضبًا للًه حتى قتل أفي الجنة أم في النار ؟،
- فقال أبو موسى : في الجنة .
- قال حذيفة : استفهم الرجل وأفهمه ما تقول .
- قال أبو موسى : سبحان اللًه ، كيف قلت ؟.
- قال : قلت : رجل ضرب بسيفه غضبًا للًه حتى قتل أفي الجنة أم في النار؟.
- فقال أبو موسى : في الجنة .
- قال حذيفة : استفهم الرجل وأفهمه ما تقول ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، فلما كان في الثالثة .
- قال : واللًه لا تستفهمه ، فدعى به حذيفة .
- فقال : رويدك ، إن صاحبك لو ضرب بسيفه حتى ينقطع فأصاب الحق حتى يقتل عليه فهو في الجنة ، وإن لم يُصب الحق ، ولم يُوفقه اللًه للحق ، فهو في النار .
- ثم قال : والذي نفسي بيده ليدخلن النار في مثل الذي سألت عنه أكثر من كذا وكذا .
-
- كم جميل - بل هو واجب - أن تساس الأمة بسياسة شرعية مبناها على قاعدة العبودية لًله عز وجل وحده لا شريك له ، غير أن الأمة ابتليت بمن وصفهم الإمام ابن القيم - رحمه الًله - بإنهم قطاع طرق ، يقطعون الطريق بين العباد ، وبين مولاهم الكريم ، يدعون الناس بأقوالهم إلى الجنة ، وهم قد جلسوا على بابها ، ينفرونهم عنها بأعمالهم ، لهم تأويلات فاسدة ، وأخرى مرجوحة ، أو موهومة المصلحة ، وهم كما قال الإمام ابن النحاس رحمه اللًه : أصل كل بلاء وفتنة ، إذ السلطان - المراد به المنقاد للشهواته لا للشرع - إن وجد من يسوغ له فعله ، فعندها لا تسئل عن فرحة الشيطان !.

- وإذ قد اجتمع لإبليس ما أراده ، شهوة متسلط اقترنت بشبهة متعلم أو قل : متعالم !، فينمحي الدين أو يكاد ويلتبس الحق بالباطل ، ويتخذ الدين هزوا ولعبا ، ويشيع إنكار ما هو من الدين ، وكل هذا من خصال الجاهلية على ما نصّ عليه الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه اللًه ، واللًه المستعان ، وعليه التكلان .


قروب فارسات الدعوه:- وجد لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل الشريعة الاسلامية وعلى
منهج سنة رسولنا صلوات الله وسلامه عليه والذي قال: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم"
______________________________________
للإشتراك بالمجموعه:
farisat_aldawah-subscribe@yahoogroups.com

أبوالزبير
18 Jul 2005, 11:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أوف سايد

أحسن الله إليكِ أختنا الفاضلة على هذا النقل المبارك

كتب الله أجرك ورفع قدرك

أبو طالب الأنصاري
19 Jul 2005, 06:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أوف سايد بارك الله فيك أختنا الكريمة

جعلنا الله وإياك من المرابطين على الحق وعلى ثغور الدين

بارك الله في الشيخ حارث العلي

بارك الله فيك ونفع بك

أبو فراس
19 Jul 2005, 10:33 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

off said

أحسن الله إليك أختنا الفاضلة

نقل موفق وموضوع طيب

أسأل الله أن يكتب لنا ولك الأجر والثواب

رعاك الله

,,,

أخوكم في الله

أبو فراس

سهام الليل
20 Jul 2005, 01:54 AM
اثابكم الله اختنا اوف سايد ..

off said
21 Jul 2005, 01:17 AM
اللهم آآآآآآآآآآآآمين

جزيتم الجنه ياكرام,,,

لاحرمتم اجر تشريفي بروعة تواصلكم...

أم ريوف
22 Jul 2005, 04:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي العزيزة
اوف سايد
بارك الله فيك وفي نقلك الموفق
ونسأل الله أن نكون ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه
7
7
7
7
نراك إن شاء الله
في قسم الشقائق وإبداعك في طرح المواضيع :rose:

nasser 77
26 Jul 2005, 08:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خير واحسن اليكم