الداعية الي الحق
16 Jul 2005, 06:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ربيع القلوب ونور الصدور
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم الله عز وجل في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده والحاكم
في مستدركه بجميع أسمائه الحسنى التي أخبر بها الخلق ، والتي استأثر بها في علمه أن يجعل القرآن
العظيم ربيع قلبه ونور صدره ليجتمع له أصلين : الحياة ، والنور .
فالربيع : هو المطر الذي يحيي الأرض .
والنور : بمنزلة الشمس التي تثير الأرض .
والحياة والنور جماع الخير كله كما قال تعالى
: (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ) [الأنعام 122] .
فالقرآن روح تحصل به الحياة الحقيقية ، ونور تحصل به الهداية ، فأتباعه لهم الحياة والهداية ،
ومخالفوه لهم الموت والضلال ، وما ذلك إلا لأن القرآن جمع صفات عظيمة ، وثمرات جليلة يوفق الله
عز وجل من يشاء من خلقه لها ، ويحرم من شاء منها فالله عز وجل وصف كتابه بصفات كثيرة لعلنا نتعرض شيئاً منها :
فالله عز وجل وصف كتابه أنه مبارك أي كثير البركة ، مبارك على أصحابه ، فالحرف الواحد منه إذا
قرأه المسلم له به عشر حسنات ، وعوائده كثيرة على المسلم فقد قال الله عز وجل : ( وهذا كتاب
أنزلناه مبارك ) [الأنعام 92] .
ووصفه الله عز وجل بأنه علي حكيم فقد قال الله عز وجل : ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) [الزخرف 14] .
ووصفه الله عز وجل أنه مبين أي أنه واضح جلي يفسر الأشياء ويبينها ، قال الله عز وجل : ( الر ، تلك
آيات الكتاب المبين ) [يوسف 1] .
ووصفه عز وجل بأنه لو وجد كتاب من الكتب المتقدمة تسير به الجبال عن أماكنها وتقطع به الأرض أو
يكلم به الموتى لكان القرآن هو المتصف بذلك فقال الله عز وجل : (ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً ) [الرعد] .
ووصفه أنه عظيم مثاني فقال الله عز وجل : (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)[الحجر78].
ووصفه سبحانه أنه معجز للإنس والجن لا يستطيعون أن يأتوا بمثله فقال الله عز وجل : (قل لئن
اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرااً) [الإسراء 88] .
ووصفه أنه (غير ذي عوج قيماً) أي غير مائل مستقيم فقال عز وجل : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ، قيماً ) [الكهف] .
ووصفه أنه مجيد أي كريم عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقال عز وجل : ( بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ ) .
ووصفه أنه ذي الشرف والمكانة فقال عز وجل : ( ص ، والقرآن ذي الذكر ) [ص] .
هذه بعض صفات هذا الكتاب الكريم ، فأما ثماره و آثاره على المؤمن فجليلة عظيمة فمن ثماره :
أنه شرف للمؤمن ورفعة له فقال عز وجل : ( لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون ) [الأنبياء 10] .
ومن ثماره أنه موعظة للقلوب يزجرها عن الفواحش ، وأنه شفاء للقلوب من الشبه والشكوك ، وأنه
يهدي إلى الصراط المستقيم ، وأنه رحمة للمؤمنين ، وبه الفرح الحقيقي فقال عز وجل :
(يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) [يونس] .
ومن ثماره أنه يبشر المؤمنين ، وينذر الكافرين فقال عز وجل : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب
ولم يجعل له عوجاً ، قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين) [الكهف1-2] .
ومن ثماره أنه ذكرى للمؤمنين فقال عز وجل : ( كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين ) [الأعراف] .
ومن ثماره أنه يثبت المؤمنين على الحق فقال عز وجل : (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) .
ومن ثماره أنه يهدي لأقوم الطرق وأوضح السبل فقال عز وجل : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) [الإسراء 9] .
هذه بعضاً من ثمار كتاب الله عز وجل .
ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم عظيم نعمة القرآن فقال صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا في
اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار )) متفق عليه ، فالرسول صلى الله عليه
وسلم بين أن صاحب المال الحلال وصاحب القرآن كلاهما صاحب نعمة يغبطون عليها فكلاهما يكسب
الحسنات الكثيرة العظيمة ، وكذلك بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن (( خيركم من تعلم القرآن
وعلمه )) رواه البخاري . هذه الخيرية في الدنيا والبرزخ والآخرة .
أما في الدنيا فقال صلى الله عليه وسلم : (( يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله ... )) رواه البخاري .
وأما في البرزخ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم عند دفن شهداء معركة أحد يجمع الرجلين جميعاً فكان يسأل عند وضعهما في اللحد (( أيهما أكثر أخذاً للقرآن )) فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد .
وأما في الآخرة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما
كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها )) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
صحيح . وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم – : ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)) متفق
عليه . وبين الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن الله عز وجل (( يرفع بالقرآن أقوام ويقع به آخرين )) . رواه مسلم .
هذه بعضاً من صفات كتاب الله عز وجل ، وبعضاً من ثماره وفضائله التي جعلته حياةً للقلوب ونوراً في
الصدور وجلاءً للأحزان وذهاباً للهموم والغموم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول للأهمية
ربيع القلوب ونور الصدور
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم الله عز وجل في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده والحاكم
في مستدركه بجميع أسمائه الحسنى التي أخبر بها الخلق ، والتي استأثر بها في علمه أن يجعل القرآن
العظيم ربيع قلبه ونور صدره ليجتمع له أصلين : الحياة ، والنور .
فالربيع : هو المطر الذي يحيي الأرض .
والنور : بمنزلة الشمس التي تثير الأرض .
والحياة والنور جماع الخير كله كما قال تعالى
: (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ) [الأنعام 122] .
فالقرآن روح تحصل به الحياة الحقيقية ، ونور تحصل به الهداية ، فأتباعه لهم الحياة والهداية ،
ومخالفوه لهم الموت والضلال ، وما ذلك إلا لأن القرآن جمع صفات عظيمة ، وثمرات جليلة يوفق الله
عز وجل من يشاء من خلقه لها ، ويحرم من شاء منها فالله عز وجل وصف كتابه بصفات كثيرة لعلنا نتعرض شيئاً منها :
فالله عز وجل وصف كتابه أنه مبارك أي كثير البركة ، مبارك على أصحابه ، فالحرف الواحد منه إذا
قرأه المسلم له به عشر حسنات ، وعوائده كثيرة على المسلم فقد قال الله عز وجل : ( وهذا كتاب
أنزلناه مبارك ) [الأنعام 92] .
ووصفه الله عز وجل بأنه علي حكيم فقد قال الله عز وجل : ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) [الزخرف 14] .
ووصفه الله عز وجل أنه مبين أي أنه واضح جلي يفسر الأشياء ويبينها ، قال الله عز وجل : ( الر ، تلك
آيات الكتاب المبين ) [يوسف 1] .
ووصفه عز وجل بأنه لو وجد كتاب من الكتب المتقدمة تسير به الجبال عن أماكنها وتقطع به الأرض أو
يكلم به الموتى لكان القرآن هو المتصف بذلك فقال الله عز وجل : (ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً ) [الرعد] .
ووصفه أنه عظيم مثاني فقال الله عز وجل : (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)[الحجر78].
ووصفه سبحانه أنه معجز للإنس والجن لا يستطيعون أن يأتوا بمثله فقال الله عز وجل : (قل لئن
اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرااً) [الإسراء 88] .
ووصفه أنه (غير ذي عوج قيماً) أي غير مائل مستقيم فقال عز وجل : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ، قيماً ) [الكهف] .
ووصفه أنه مجيد أي كريم عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقال عز وجل : ( بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ ) .
ووصفه أنه ذي الشرف والمكانة فقال عز وجل : ( ص ، والقرآن ذي الذكر ) [ص] .
هذه بعض صفات هذا الكتاب الكريم ، فأما ثماره و آثاره على المؤمن فجليلة عظيمة فمن ثماره :
أنه شرف للمؤمن ورفعة له فقال عز وجل : ( لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون ) [الأنبياء 10] .
ومن ثماره أنه موعظة للقلوب يزجرها عن الفواحش ، وأنه شفاء للقلوب من الشبه والشكوك ، وأنه
يهدي إلى الصراط المستقيم ، وأنه رحمة للمؤمنين ، وبه الفرح الحقيقي فقال عز وجل :
(يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) [يونس] .
ومن ثماره أنه يبشر المؤمنين ، وينذر الكافرين فقال عز وجل : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب
ولم يجعل له عوجاً ، قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين) [الكهف1-2] .
ومن ثماره أنه ذكرى للمؤمنين فقال عز وجل : ( كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين ) [الأعراف] .
ومن ثماره أنه يثبت المؤمنين على الحق فقال عز وجل : (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) .
ومن ثماره أنه يهدي لأقوم الطرق وأوضح السبل فقال عز وجل : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) [الإسراء 9] .
هذه بعضاً من ثمار كتاب الله عز وجل .
ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم عظيم نعمة القرآن فقال صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا في
اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار )) متفق عليه ، فالرسول صلى الله عليه
وسلم بين أن صاحب المال الحلال وصاحب القرآن كلاهما صاحب نعمة يغبطون عليها فكلاهما يكسب
الحسنات الكثيرة العظيمة ، وكذلك بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن (( خيركم من تعلم القرآن
وعلمه )) رواه البخاري . هذه الخيرية في الدنيا والبرزخ والآخرة .
أما في الدنيا فقال صلى الله عليه وسلم : (( يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله ... )) رواه البخاري .
وأما في البرزخ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم عند دفن شهداء معركة أحد يجمع الرجلين جميعاً فكان يسأل عند وضعهما في اللحد (( أيهما أكثر أخذاً للقرآن )) فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد .
وأما في الآخرة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما
كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها )) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
صحيح . وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم – : ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)) متفق
عليه . وبين الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن الله عز وجل (( يرفع بالقرآن أقوام ويقع به آخرين )) . رواه مسلم .
هذه بعضاً من صفات كتاب الله عز وجل ، وبعضاً من ثماره وفضائله التي جعلته حياةً للقلوب ونوراً في
الصدور وجلاءً للأحزان وذهاباً للهموم والغموم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول للأهمية