أبو القعقاع القيرواني
01 Jul 2005, 12:20 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أحبّتي في الله:
سلسلة جديدة من الصرخات..سلسلة أخرى مما يتعرض له إخوانكم من أهل السنة و الجماعة في بلاد إفريقية و بلاد الشام و الرافدين و الحجاز و أرض اليمن و غيرها من البلدان التي شرّفها الله بأهل السنة الغرّاء.
تتعرض الأمة اليوم لأبشع المخططات و أحقدها و أعنفها منذ أن بدأ الصليبيون حرب التكنولوجيات التي غزت العالم الجديد و بالتالي فبلاد الإسلام كجزء من هذا العالم قد وصلها هذا الإشعاع الحارق الذي يكادُ أن يُعميَ الأبصار,إنّها إخواني حرب ضروس حرب أعلنها أعداء الأمة على العقيدة و المنهج,حرب على الأخلاق و القيم,حرب على مكتسبات الأمة و ثقافتها إنّه الغزو الثقافي الذي أراد به الغرب الكافر أن يهدم به الإسلام بأيدي أبناءه و أجياله بعد أن عرفوا أن هذا الدين قائم محفوظ بإذن الله لا يمكن هدمه من الخارج فسعوا إلى مبتغاهم كالحية الزاحفة على فريستها من الداخل.
أمة الإسلام: إنّ القلب ليتقطع حزنا و نحن نرى الذل الذي تعيشه الأمة اليوم بعد عصرها الذهبي, و المتأمل في واقع الأمة اليوم يشخص السبب الأوّل إلى بُعد الأمة عن دين الله الذي فيه عزّها و قد صدق الفاروق حين قال:
"نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزّ في غيره أذلّنا الله"
إن مستقبل هذه الأمة في شبابها الذي ضاع الكثير منه و راح- إلاّ مارحم ربّك و قليل ماهم- ضاعوا و ضيّعوا مستقبل وآمال أمّتهم التي عُقِدت آمال نهضتها عليهم, فلتنظروا و لتُصدروا حكمكم و رأيكم على من جعل أفلام "هوليوود" محطّ أنظاره و من "ستار أكاديمي" هذا البرنامج العفن القبيح الذي وضع شرف أمة محمّد و سمعتها على المحك و أنفها في التّراب, فلتنظروا و لتُصدروا سهام الردّ على الفاسقين الظالمين و لا يأخذكم في دين الله لومة لائم, أوجه هذا النداء إلى الدعاة الناصحين و إلى العلماء الفاضلين فقد طفح الكيل بنا, نرى أندادنا من الشباب قد انحرفوا عن الطريق السوي إلى طرق الضلالة و الغواية, شغلهم بنو الأصفر بقنواتهم الهدّامة و للأسف ها قد حمل عنهم المشعل من أبناء جلدتنا أصحاب الجاه و المال فأسسوا قنوات الرذيلة و الفجور العربية فشغلوا البنات و البنين بالمعازف و ما يسمى بـ"الكليبات" فحدّث و لا حرج عن ذلك التعري و قلة الحياء..الله أكبر عليهم و الله الذي لا إله إلا هو لقد شوهت بنات الهوى اللاتي لا يستحيين أن يظهرن عاريات في قنوات الغفلة تلك سمعة المرأة العربية المسلمة الأصيلة التي كانت و منذ القرون الأولى مثالا في الحياء و الحشمة و الفضيلة أيْ نعم كانت مثالا في العفة و الفضيلة.
فليت شعري, أين هؤلاء من دينِ محمّد صلى الله عليه و سلّم؟!..هؤلاء الذين هربوا من ثوابت أمّتهم القائمة على الكتاب و السنة و آرتموا في أحضان الغربيين بثقافتهم الخسيسة و أخلاقهم الرديئة البذيئة و أهدافهم الخبيثة. تالله لن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا بشبابها و لن يصلح شبابها إلا بالإسلام الصحيح و لن نحصل على هذا إلى بالتصفية و التربية و على ذكر هذا أنقل مقطعا نافعا جدّا من رسالة للعلامة ناصر السنة الألباني رحمه الله و هي ما يلي:
<< التَّصفيَة ُ والتَّربيَة ُ :
فإذاً : مِفتاحُ عَودَةِ مَجـِد الإسلام ِ : تَطبيقُ العلم ِ النَّافِع ِ ، والقيامُ بالعَمَل الصَّالح ِ ، وهو أمرٌ جليلٌ لا يُمِكنُ للمُسلمين أن يَصِلوا إليه إلا بإعمال ِ مَنهج ِ التَّصفيةِ والتَّربَيةِ ، وهُما واجبان ِ مُهمَّان ِ عَظيمانِ:
وأرَدتُ بالأوَّل ِ منهما أموراً :
الأوَّل : تصفيَة ُ العَقيدةِ الإسلاميَّة مِمَّا هو غـَريبٌ عنها ، كالشركِ ، وجَحُدِ الصَّفاتِ الإلهيَّة ، وتأويلها ، وردّ الأحاديث الصَّحيحةِ لتعلُّقها بالعَقيدة وَنحوِها .
الثَّاني : تصفيَة ُ الفقهِ الإسلاميِّ مِن الاجتهاداتِ الخاطئةِ المُخالِفةِ للكتابِ والسُّنَّة ، وتحريرُ العقول مِن آصارِ التَّقليد ، وظُلمات التعصُّب .
الثَّالث : تصفية ُ كتب التفسيرِ ، والفقهِ ، والرَّقائق ِ ، وغيرها مِن الأحاديث الضَّعيفة والمَوضوعَة ، والإسرائيليَّات والمنُكَرات .
وأمَّا الواجبُ الآخرُ : فأريدُ بهِ تربَية َ الجيل ِ النَّاشئ على هذا الإسلام ِ المُصفَّى مِن كلِّ ما ذكَرنا ؛ تربية ً إسلامية ً صحيحة ً منذ نُعومَةِ أظفارِهِ ، دونَ أيِّ تأثرٍ بالتربَّيةِ الغربَّيةِ الكافِرَةِ .
ومِمَّا لا رَيبَ فيه أنَّ تحقيقَ هذين الواجبَين يَتطّلَّبُ جُهوداً جبَّارة ً مُخلصَة ً بينَ المُسلمين كاَّفة ً : جماعاتٍ وأفراداً ؛ من الذين يَهُمُّهُم حقَّاً إقامَة ُ المُجتمع ِ الإسلاميِّ المَنشودِ ، كل ٌّ في مَجالهِ واختِصاصِهِ
الإسلاُم الصَّحيحُ :
فلا بُدَّ ـ إذاّ ـ مِن أن يُعنى العُلماءُ العارِفونَ بأحكام ِ الإسلام ِ الصَّحيح بَدَعوَةِ المُسلمين إلى هذا الإسلام الصَّحيح ، وتفهيمهم إيَّاهُ ثم تربيتهم عليهِ ، كمثل ما قال اللهُ تعالى : " وَلكنْ كُونوا رَبَّانيَّين بـِما كُنْتُمْ تُعَلَّمونَ الكِتابَ وبما كُنْتُم تَدْرُسونَ" 7 .
هذا هو الحلُّ الوحَيدُ الذي جاءَت به نُصوصُ الكتابِ والسُّنَّة ، كما في قوله تـَعالى : " إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبَّتْ أقْدامَكُم" 8 ، وغيره كثير
كيف يأتي نـَصرُ اللهِ ؟
فـَمِن المُتـَّفـَق عليه دونَ خِلافٍ ـ ولله الحَمد ـ بين المُسلمين أنَّ مَعنى " إنْ تَنْصرُوا اللهَ" ، أي : إنْ عملتُم بما أمَرَكُم به : نصَرَكُم اللهُ على أعدائكُم .
ومِن أهمِّ النُّصوص ِ المُؤيِّدَةِ لهذا المَعنى مِمَّا يُناسِبُ واقعَنا الذي نعيشُه تماماً ، حيثُ وَصْفُ الدَّواء ِ والعلاج ِ معاً ؛ قولهُ صلى الله عليه و سلّم : (( إذا تبايَعتُم بالعِينَة ، وَأخَذتُم أذنابَ البَقـَر ، وَرَضيتُم بالزَّرع ، وَتركُتم الجهادَ ، سَلَّطَ اللهُ عليكُم ذُلاً لا يَنزعُهُ عَنكُم حتى ترجِعوا إلى دينكُم )).>> (انتهى كلامه رحمه الله)
اللهمّ أعزّ الإسلام و أذلّ الشرك و المشركين و انصر العقيدة و الدين و دمّر اللهمّ أعداء الدين من المبتدعة و الخرافيين و المشركين إنّك سميع مجيب
سبحانك اللهمّ و بحمدك لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك
أخوكم في الله:
أبو القعقاع القيرواني السلفي
الـ24 من جمادي الأولى 1425هـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أحبّتي في الله:
سلسلة جديدة من الصرخات..سلسلة أخرى مما يتعرض له إخوانكم من أهل السنة و الجماعة في بلاد إفريقية و بلاد الشام و الرافدين و الحجاز و أرض اليمن و غيرها من البلدان التي شرّفها الله بأهل السنة الغرّاء.
تتعرض الأمة اليوم لأبشع المخططات و أحقدها و أعنفها منذ أن بدأ الصليبيون حرب التكنولوجيات التي غزت العالم الجديد و بالتالي فبلاد الإسلام كجزء من هذا العالم قد وصلها هذا الإشعاع الحارق الذي يكادُ أن يُعميَ الأبصار,إنّها إخواني حرب ضروس حرب أعلنها أعداء الأمة على العقيدة و المنهج,حرب على الأخلاق و القيم,حرب على مكتسبات الأمة و ثقافتها إنّه الغزو الثقافي الذي أراد به الغرب الكافر أن يهدم به الإسلام بأيدي أبناءه و أجياله بعد أن عرفوا أن هذا الدين قائم محفوظ بإذن الله لا يمكن هدمه من الخارج فسعوا إلى مبتغاهم كالحية الزاحفة على فريستها من الداخل.
أمة الإسلام: إنّ القلب ليتقطع حزنا و نحن نرى الذل الذي تعيشه الأمة اليوم بعد عصرها الذهبي, و المتأمل في واقع الأمة اليوم يشخص السبب الأوّل إلى بُعد الأمة عن دين الله الذي فيه عزّها و قد صدق الفاروق حين قال:
"نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزّ في غيره أذلّنا الله"
إن مستقبل هذه الأمة في شبابها الذي ضاع الكثير منه و راح- إلاّ مارحم ربّك و قليل ماهم- ضاعوا و ضيّعوا مستقبل وآمال أمّتهم التي عُقِدت آمال نهضتها عليهم, فلتنظروا و لتُصدروا حكمكم و رأيكم على من جعل أفلام "هوليوود" محطّ أنظاره و من "ستار أكاديمي" هذا البرنامج العفن القبيح الذي وضع شرف أمة محمّد و سمعتها على المحك و أنفها في التّراب, فلتنظروا و لتُصدروا سهام الردّ على الفاسقين الظالمين و لا يأخذكم في دين الله لومة لائم, أوجه هذا النداء إلى الدعاة الناصحين و إلى العلماء الفاضلين فقد طفح الكيل بنا, نرى أندادنا من الشباب قد انحرفوا عن الطريق السوي إلى طرق الضلالة و الغواية, شغلهم بنو الأصفر بقنواتهم الهدّامة و للأسف ها قد حمل عنهم المشعل من أبناء جلدتنا أصحاب الجاه و المال فأسسوا قنوات الرذيلة و الفجور العربية فشغلوا البنات و البنين بالمعازف و ما يسمى بـ"الكليبات" فحدّث و لا حرج عن ذلك التعري و قلة الحياء..الله أكبر عليهم و الله الذي لا إله إلا هو لقد شوهت بنات الهوى اللاتي لا يستحيين أن يظهرن عاريات في قنوات الغفلة تلك سمعة المرأة العربية المسلمة الأصيلة التي كانت و منذ القرون الأولى مثالا في الحياء و الحشمة و الفضيلة أيْ نعم كانت مثالا في العفة و الفضيلة.
فليت شعري, أين هؤلاء من دينِ محمّد صلى الله عليه و سلّم؟!..هؤلاء الذين هربوا من ثوابت أمّتهم القائمة على الكتاب و السنة و آرتموا في أحضان الغربيين بثقافتهم الخسيسة و أخلاقهم الرديئة البذيئة و أهدافهم الخبيثة. تالله لن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا بشبابها و لن يصلح شبابها إلا بالإسلام الصحيح و لن نحصل على هذا إلى بالتصفية و التربية و على ذكر هذا أنقل مقطعا نافعا جدّا من رسالة للعلامة ناصر السنة الألباني رحمه الله و هي ما يلي:
<< التَّصفيَة ُ والتَّربيَة ُ :
فإذاً : مِفتاحُ عَودَةِ مَجـِد الإسلام ِ : تَطبيقُ العلم ِ النَّافِع ِ ، والقيامُ بالعَمَل الصَّالح ِ ، وهو أمرٌ جليلٌ لا يُمِكنُ للمُسلمين أن يَصِلوا إليه إلا بإعمال ِ مَنهج ِ التَّصفيةِ والتَّربَيةِ ، وهُما واجبان ِ مُهمَّان ِ عَظيمانِ:
وأرَدتُ بالأوَّل ِ منهما أموراً :
الأوَّل : تصفيَة ُ العَقيدةِ الإسلاميَّة مِمَّا هو غـَريبٌ عنها ، كالشركِ ، وجَحُدِ الصَّفاتِ الإلهيَّة ، وتأويلها ، وردّ الأحاديث الصَّحيحةِ لتعلُّقها بالعَقيدة وَنحوِها .
الثَّاني : تصفيَة ُ الفقهِ الإسلاميِّ مِن الاجتهاداتِ الخاطئةِ المُخالِفةِ للكتابِ والسُّنَّة ، وتحريرُ العقول مِن آصارِ التَّقليد ، وظُلمات التعصُّب .
الثَّالث : تصفية ُ كتب التفسيرِ ، والفقهِ ، والرَّقائق ِ ، وغيرها مِن الأحاديث الضَّعيفة والمَوضوعَة ، والإسرائيليَّات والمنُكَرات .
وأمَّا الواجبُ الآخرُ : فأريدُ بهِ تربَية َ الجيل ِ النَّاشئ على هذا الإسلام ِ المُصفَّى مِن كلِّ ما ذكَرنا ؛ تربية ً إسلامية ً صحيحة ً منذ نُعومَةِ أظفارِهِ ، دونَ أيِّ تأثرٍ بالتربَّيةِ الغربَّيةِ الكافِرَةِ .
ومِمَّا لا رَيبَ فيه أنَّ تحقيقَ هذين الواجبَين يَتطّلَّبُ جُهوداً جبَّارة ً مُخلصَة ً بينَ المُسلمين كاَّفة ً : جماعاتٍ وأفراداً ؛ من الذين يَهُمُّهُم حقَّاً إقامَة ُ المُجتمع ِ الإسلاميِّ المَنشودِ ، كل ٌّ في مَجالهِ واختِصاصِهِ
الإسلاُم الصَّحيحُ :
فلا بُدَّ ـ إذاّ ـ مِن أن يُعنى العُلماءُ العارِفونَ بأحكام ِ الإسلام ِ الصَّحيح بَدَعوَةِ المُسلمين إلى هذا الإسلام الصَّحيح ، وتفهيمهم إيَّاهُ ثم تربيتهم عليهِ ، كمثل ما قال اللهُ تعالى : " وَلكنْ كُونوا رَبَّانيَّين بـِما كُنْتُمْ تُعَلَّمونَ الكِتابَ وبما كُنْتُم تَدْرُسونَ" 7 .
هذا هو الحلُّ الوحَيدُ الذي جاءَت به نُصوصُ الكتابِ والسُّنَّة ، كما في قوله تـَعالى : " إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبَّتْ أقْدامَكُم" 8 ، وغيره كثير
كيف يأتي نـَصرُ اللهِ ؟
فـَمِن المُتـَّفـَق عليه دونَ خِلافٍ ـ ولله الحَمد ـ بين المُسلمين أنَّ مَعنى " إنْ تَنْصرُوا اللهَ" ، أي : إنْ عملتُم بما أمَرَكُم به : نصَرَكُم اللهُ على أعدائكُم .
ومِن أهمِّ النُّصوص ِ المُؤيِّدَةِ لهذا المَعنى مِمَّا يُناسِبُ واقعَنا الذي نعيشُه تماماً ، حيثُ وَصْفُ الدَّواء ِ والعلاج ِ معاً ؛ قولهُ صلى الله عليه و سلّم : (( إذا تبايَعتُم بالعِينَة ، وَأخَذتُم أذنابَ البَقـَر ، وَرَضيتُم بالزَّرع ، وَتركُتم الجهادَ ، سَلَّطَ اللهُ عليكُم ذُلاً لا يَنزعُهُ عَنكُم حتى ترجِعوا إلى دينكُم )).>> (انتهى كلامه رحمه الله)
اللهمّ أعزّ الإسلام و أذلّ الشرك و المشركين و انصر العقيدة و الدين و دمّر اللهمّ أعداء الدين من المبتدعة و الخرافيين و المشركين إنّك سميع مجيب
سبحانك اللهمّ و بحمدك لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك
أخوكم في الله:
أبو القعقاع القيرواني السلفي
الـ24 من جمادي الأولى 1425هـ