Sheba Queen
10 Jun 2005, 06:30 PM
مقال قرأته منذ مايقارب السنة وأحببت مشاركتكم به
لماذ يخاف العلمانيون من الشيخ سفر الحوالي!
منقول من الساحات للكاتب ابن الجزيرة
سفر الحوالي , رجل لايتبوأ أي منصب حكومي , ليس له نافذة حرة يستطيع من
خلالها التحدث بحرية , ممنوع من المحاضرات في المساجد , غير مسموح له
بالسفر خارج المملكة , تقام ضده هذه الأيام حملة اعلامية تشكك في كل شيء في
سفر أو هكذا تحاول , من الصعب ان لم يكن من المستحيل أن تفتح للشيخ بوابة
الرأي في هذا الاعلام ليعبر عن آرائه ويرد ويفند دعاوى الخصوم لأن الخصوم
وببساطة يضيقون ذرعا بالرأي الآخر خاصة لو صدر عن سفر.
لماذا يختلف سفر عن غيره من المشايخ ورجالات الحرمة الاسلامية؟ بمعنى لماذا
لا يعامل سفر مثل غيره ؟ لماذا الهجوم وبقوة على الشيخ سفر على الرغم من أن
هناك من هو أكثر منه شدة وحدية (ان كان الشيخ كذلك أصلا) حسب مقاييسهم.
ان الليبراليين أو العلمانيين –حسب أدبيات الصحوة – يدركون تماما مدى خطورة
فكر ونظر الشيخ سفر, الشيخ سفر رجل تميز بكونه عالم أصولي محقق من الدرجة
الأولى , متمرس في علوم الشريعة , ومن قرأ أو سمع له يدرك ذلك. لكنه مع ذلك
أكثر شيخ مطلع تماما على الأصول الفكرية الغربية , درسها وخبرها وحققها
وتابعها ورد عليها وفندها , هو لا يستخدم لغة المحاكمة والوصف كبعض المشايخ
, وانما يرد على الفكر بالفكر والرأي بالرأي والمقولة بالمقولة, يبدي
تهافتها من خلال البناء الفكري والثقافي للفكرة ذاتها. انه باختصار شيخ
الاسلام ابن تيمية عصره لكن حسب مقاييس عصرنا وما فيه من التيارات والعقائد
المحدثة. من قرأ للشيخ كتابا مثل ( مقدمة في الحداثة الغربية) أو
(العلمانية ) يدرك أن الشيخ على اطلاع واسع على أدبيات وأفكار التيارات
اللادينية ( العلمانية) الغربية والتي يستقي منها الليبراليون أطروحاتهم
وأفكارهم.
مشكلة الليبراليين مع سفر أنهم أمام أحد خيارين : اما أن يطرحوا أفكارهم
متذرعين بأفكار شرعية وعارضين لها ضمن اطار اسلامي ( لتسويق أفكارهم ليس
الا ) وهنا يستطيع الشيخ سفر سحقهم وكشف عوارهم وخوائهم الفكري والشرعي اذ
أن من درس الشريعة لما يقرب من 30 سنة لايقارن بمن لايعرف عنها الا أقوال
المستشرقين ولا يفهم منها الا مايريد هو أن يفهمه لاحسب مقتضى علم الاصول
ولا حتى مقتضى صحيح لغة العرب, أو يطرح الليبراليون أفكارهم حسب مبادئهم
وأفكارهم التي استقوها من منظومة الحداثة الغربية , وهذه أيضا ساحة أخرى
يتفنن الشيخ سفر فيها , فهو بالحجة والبرهان والقياس يستطيع توضيح مدى
تهافت البناء الفكري والثقافي لمن يسمون أنفسهم بالتنويريين. اذن المعركة
مع سفر خاسرة وانتصاره فيها مضمون , لكن هل هذا هو السبب الوحيد لتفسير مثل
هذه الحملة ؟ الحقيقة لا , بل يوجد هناك سبب آخر ألا وهو مكانة الشيخ سفر
عند جماهير الأمة , فأمانته وذمته واخلاصه ليست محل شك حتى عند خصومه , فهو
لم يسع قط الى منصب أو مكانة لدى الحكام , بل ولم يعرف عنه أنه تراجع عن
قولة الحق على الرغم من التضييق والحصار .
ومما يبرز لنا مكانة الشيخ هو أنه كيف لمكالمة ولمدة 5 دقائق في قناة
الجزيرة أن تقلب المشهد السياسي والثقافي في بلادنا, هكذا فجأة أصبحت تلك
الخمس الدقائق مدار حديث المجالس والنخب المثقفة والمواطنين والمهتمين
بالشأن السياسي السعودي . هذا بالتأكيد يبرز مكانة الشيخ ومدى تأثيره
الكبير على الرأي العام ,وهذا بالضبط ما أخاف الليبراليين منه وجعلهم يشنون
تلك الحملة بايعاز رسمي يرمي الى عزل الشيخ.
مايقوم به الاعلام خصوصا قناة العربية وجرائد الشرق الأوسط والوطن والرياض
هو فقط التأليب والتحريض على الشيخ سفر , تماما كما فعلت الكنيسة في أوروبا
وكما فعل المعتزلة في عهد العباسيين مع خصومهم. كانت الكنيسة تضيق ذرعا
بآراء الاصلاحيين التنويريين وترى نفسها عاجزة عن المجابهة الفكرية فتقوم
بالتحريض ضد هؤلاء الاصلاحيين للتخلص منهم وتصفيتهم جسديا. هذا الأمر
لايختلف كثيرا عما تقوم به الصحف وخصوصا الشرق الأوسط والوطن. تخيلوا أن
هؤلاء الكتاب : عبدالرحمن الراشد , تركي الحمد , العذل , قينان الغامدي ,
القويز الى آخر تلك الجوقة لم يتحملوا أن يتكلم الشيخ 5 دقائق لأن كلامه
الموزون العقلاني قد سحب البساط من تحت تلك النخب التي لم تجد سوى سلاح
التحريض والتأليب للتخلص من الشيخ.
ان مبادرة الشيخ سفر و كذلك تحليله للوضع الراهن هو بالضبط مايطابق الواقع
ويصدقه العقل الصحيح والنقل الصريح . لكن الليبراليين يدركون أن لو تم لسفر
النجاح فمعنى ذلك غياب المبرر لهم لشن حربهم على الاسلام. فبعد كل عملية
يخرجون بقوائم جديدة من الطلبات مثل تغيير المناهج , تصفية الأنشطة الخيرية
وحلقات تحفيظ القرآن , التضييق على التسجيلات الاسلامية , التخلي عن مبادئ
الولاء والبراء الى آخر تلك المطالب التي لاتنتهي الا بادخال الدين في
تكايا المساجد واقامة مهرجانات الانشاد الديني عند رأس السنة الهجرية
اقتداءا النظم العلمانية الغربية. ان من مصلحة الليبراليين استمرار حمام
الدم في بلادنا , فبه يستطيعون مهاجمة الاسلام وبه يستطيعون شن حملة الكره
والتعصب ضد الاسلاميين , وبه يستطيعون الحديث بحرية عوراء عن مشاريعهم
وأهدافهم , في حين أن المبادرة لو نجحت , لنجحت معها الصحوة ولأثبتت بالفعل
أنها هي صمام الأمان لمجتمعنا وأنها التيار الرئيس الذي اختاره ويختاره
الشعب. ولأثبت سفر العالم, القائد , المصلح , والتنويري أنه رقم صعب لايمكن
تجاوزه وتهميشه فضلا عن تجاهله وعزله.
هل باستطاعة عبدالرحمن الراشد السماح للشيخ سفر بأن يرد على اتهامات جوقته
في صحيفة الشرق الأوسط ؟ طبعا : لا , لأن الراشد وأضرابه كالجراثيم التي
يقتلها ضوء الشمس , وكما أخبرني أريب ألمعي : العلمانيون سيحاورن أي ملحد
أي عدو للاسلام أي زنديق أي صهيوني بل وحتى الشيطان نفسه , سيحاورون أي أحد
الا سفر ... تذكروا الا سفر .
الكاتب إبن الجزيرة
لماذ يخاف العلمانيون من الشيخ سفر الحوالي!
منقول من الساحات للكاتب ابن الجزيرة
سفر الحوالي , رجل لايتبوأ أي منصب حكومي , ليس له نافذة حرة يستطيع من
خلالها التحدث بحرية , ممنوع من المحاضرات في المساجد , غير مسموح له
بالسفر خارج المملكة , تقام ضده هذه الأيام حملة اعلامية تشكك في كل شيء في
سفر أو هكذا تحاول , من الصعب ان لم يكن من المستحيل أن تفتح للشيخ بوابة
الرأي في هذا الاعلام ليعبر عن آرائه ويرد ويفند دعاوى الخصوم لأن الخصوم
وببساطة يضيقون ذرعا بالرأي الآخر خاصة لو صدر عن سفر.
لماذا يختلف سفر عن غيره من المشايخ ورجالات الحرمة الاسلامية؟ بمعنى لماذا
لا يعامل سفر مثل غيره ؟ لماذا الهجوم وبقوة على الشيخ سفر على الرغم من أن
هناك من هو أكثر منه شدة وحدية (ان كان الشيخ كذلك أصلا) حسب مقاييسهم.
ان الليبراليين أو العلمانيين –حسب أدبيات الصحوة – يدركون تماما مدى خطورة
فكر ونظر الشيخ سفر, الشيخ سفر رجل تميز بكونه عالم أصولي محقق من الدرجة
الأولى , متمرس في علوم الشريعة , ومن قرأ أو سمع له يدرك ذلك. لكنه مع ذلك
أكثر شيخ مطلع تماما على الأصول الفكرية الغربية , درسها وخبرها وحققها
وتابعها ورد عليها وفندها , هو لا يستخدم لغة المحاكمة والوصف كبعض المشايخ
, وانما يرد على الفكر بالفكر والرأي بالرأي والمقولة بالمقولة, يبدي
تهافتها من خلال البناء الفكري والثقافي للفكرة ذاتها. انه باختصار شيخ
الاسلام ابن تيمية عصره لكن حسب مقاييس عصرنا وما فيه من التيارات والعقائد
المحدثة. من قرأ للشيخ كتابا مثل ( مقدمة في الحداثة الغربية) أو
(العلمانية ) يدرك أن الشيخ على اطلاع واسع على أدبيات وأفكار التيارات
اللادينية ( العلمانية) الغربية والتي يستقي منها الليبراليون أطروحاتهم
وأفكارهم.
مشكلة الليبراليين مع سفر أنهم أمام أحد خيارين : اما أن يطرحوا أفكارهم
متذرعين بأفكار شرعية وعارضين لها ضمن اطار اسلامي ( لتسويق أفكارهم ليس
الا ) وهنا يستطيع الشيخ سفر سحقهم وكشف عوارهم وخوائهم الفكري والشرعي اذ
أن من درس الشريعة لما يقرب من 30 سنة لايقارن بمن لايعرف عنها الا أقوال
المستشرقين ولا يفهم منها الا مايريد هو أن يفهمه لاحسب مقتضى علم الاصول
ولا حتى مقتضى صحيح لغة العرب, أو يطرح الليبراليون أفكارهم حسب مبادئهم
وأفكارهم التي استقوها من منظومة الحداثة الغربية , وهذه أيضا ساحة أخرى
يتفنن الشيخ سفر فيها , فهو بالحجة والبرهان والقياس يستطيع توضيح مدى
تهافت البناء الفكري والثقافي لمن يسمون أنفسهم بالتنويريين. اذن المعركة
مع سفر خاسرة وانتصاره فيها مضمون , لكن هل هذا هو السبب الوحيد لتفسير مثل
هذه الحملة ؟ الحقيقة لا , بل يوجد هناك سبب آخر ألا وهو مكانة الشيخ سفر
عند جماهير الأمة , فأمانته وذمته واخلاصه ليست محل شك حتى عند خصومه , فهو
لم يسع قط الى منصب أو مكانة لدى الحكام , بل ولم يعرف عنه أنه تراجع عن
قولة الحق على الرغم من التضييق والحصار .
ومما يبرز لنا مكانة الشيخ هو أنه كيف لمكالمة ولمدة 5 دقائق في قناة
الجزيرة أن تقلب المشهد السياسي والثقافي في بلادنا, هكذا فجأة أصبحت تلك
الخمس الدقائق مدار حديث المجالس والنخب المثقفة والمواطنين والمهتمين
بالشأن السياسي السعودي . هذا بالتأكيد يبرز مكانة الشيخ ومدى تأثيره
الكبير على الرأي العام ,وهذا بالضبط ما أخاف الليبراليين منه وجعلهم يشنون
تلك الحملة بايعاز رسمي يرمي الى عزل الشيخ.
مايقوم به الاعلام خصوصا قناة العربية وجرائد الشرق الأوسط والوطن والرياض
هو فقط التأليب والتحريض على الشيخ سفر , تماما كما فعلت الكنيسة في أوروبا
وكما فعل المعتزلة في عهد العباسيين مع خصومهم. كانت الكنيسة تضيق ذرعا
بآراء الاصلاحيين التنويريين وترى نفسها عاجزة عن المجابهة الفكرية فتقوم
بالتحريض ضد هؤلاء الاصلاحيين للتخلص منهم وتصفيتهم جسديا. هذا الأمر
لايختلف كثيرا عما تقوم به الصحف وخصوصا الشرق الأوسط والوطن. تخيلوا أن
هؤلاء الكتاب : عبدالرحمن الراشد , تركي الحمد , العذل , قينان الغامدي ,
القويز الى آخر تلك الجوقة لم يتحملوا أن يتكلم الشيخ 5 دقائق لأن كلامه
الموزون العقلاني قد سحب البساط من تحت تلك النخب التي لم تجد سوى سلاح
التحريض والتأليب للتخلص من الشيخ.
ان مبادرة الشيخ سفر و كذلك تحليله للوضع الراهن هو بالضبط مايطابق الواقع
ويصدقه العقل الصحيح والنقل الصريح . لكن الليبراليين يدركون أن لو تم لسفر
النجاح فمعنى ذلك غياب المبرر لهم لشن حربهم على الاسلام. فبعد كل عملية
يخرجون بقوائم جديدة من الطلبات مثل تغيير المناهج , تصفية الأنشطة الخيرية
وحلقات تحفيظ القرآن , التضييق على التسجيلات الاسلامية , التخلي عن مبادئ
الولاء والبراء الى آخر تلك المطالب التي لاتنتهي الا بادخال الدين في
تكايا المساجد واقامة مهرجانات الانشاد الديني عند رأس السنة الهجرية
اقتداءا النظم العلمانية الغربية. ان من مصلحة الليبراليين استمرار حمام
الدم في بلادنا , فبه يستطيعون مهاجمة الاسلام وبه يستطيعون شن حملة الكره
والتعصب ضد الاسلاميين , وبه يستطيعون الحديث بحرية عوراء عن مشاريعهم
وأهدافهم , في حين أن المبادرة لو نجحت , لنجحت معها الصحوة ولأثبتت بالفعل
أنها هي صمام الأمان لمجتمعنا وأنها التيار الرئيس الذي اختاره ويختاره
الشعب. ولأثبت سفر العالم, القائد , المصلح , والتنويري أنه رقم صعب لايمكن
تجاوزه وتهميشه فضلا عن تجاهله وعزله.
هل باستطاعة عبدالرحمن الراشد السماح للشيخ سفر بأن يرد على اتهامات جوقته
في صحيفة الشرق الأوسط ؟ طبعا : لا , لأن الراشد وأضرابه كالجراثيم التي
يقتلها ضوء الشمس , وكما أخبرني أريب ألمعي : العلمانيون سيحاورن أي ملحد
أي عدو للاسلام أي زنديق أي صهيوني بل وحتى الشيطان نفسه , سيحاورون أي أحد
الا سفر ... تذكروا الا سفر .
الكاتب إبن الجزيرة