شارية الجنة
04 Jun 2005, 06:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرم خواص عباده بالألفة في الدين ووفقهم لإكرام عباده المخلصين وزينهم بالأخلاق الكريمة والشيم الرضية تأدباً بأفضل البشرية وسيد الأمة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم.
اعلم أيها الأخ الصالح - أصلح الله شأننا - أن لأدب الصحبة وحسن العشرة أوجهاً وأنا مبين منها ما يدل على أخلاق المؤمنين وآداب الصالحين ويعلم أن الله - سبحانه وتعالى - جعل بعضهم لبعض رحمةً وعوناً ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضة تداعى سائره بالحمى والسهر).
وقال عليه السلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً).
وقال عليه السلام: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الأرواح تلاقى في الهوى فتشام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً وفقه لمعاشرة أهل السنة والصلاح والدين ونزهه عن صحبة أهل تحسين العيوب ومنها تحسين ما يعانيه من عيوب أصحابه فقد قال ابن مازن: (المؤمن يطلب معاذير إخوانه والمنافق يطلب عثراتهم( وقال حمدون القصار: (إذا زل أخ من إخوانك فاطلب له تسعين عذراً فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب).
معاشرة المؤمن ومنها معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهراً وباطناً.
قال الله تعالى: (لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الأَخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَهَ وَرَسولَهُ).
أوجه المعاشرة
وللمعاشرة أوجه: فللمشايخ والأكابر: بالحرمة والخدمة والقيام بأشغالهم.
وللأقران والأوساط: بالنصيحة وبذل الموجود والكون عند الأحكام ما لم يكن إثماً.
وللمريدين والأصاغر: بالإرشاد والتأدب والحمل على ما يوجبه العلم وآداب السنة وأحكام البواطن والهداية إلى تقويمها بحسن الأدب.
ومنها الصفح عن عثرات الإخوان وترك تأنيبهم عليها.
قال الفضيل بن عياض: (الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان) فكما يجب على العبد الأدب مع سيده يجب عليه معاشرة من يعينه عليه.
قال بعض الحكماء: (المؤمن طبعاً وسجية) وقال ابن الأعرابي: (تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم).
وواجب على المؤمن أن يجانب طلاب الدنيا فإنهم يدلونه على طلبها ومنعها وذلك يبعده عن نجاته ويقظته عنها ويجتهد في عشرة أهل الخير وطلاب الآخرة ولذلك قال ذو النون لمن أوصاه: (عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك وتعينك رؤيته على الخير ويذكرك مولاك).
حفظ العهود
ومنها حفظ حرمات الصحبة والعشرة.
قال جعفر الصادق رضي الله عنه: (مودة يوم صلة ومودة سنة رحم ماسةٍ من قطعها قطعه الله عز وجل( وقال علي بن عبيدة الريحاني: (الأحرار ما لم يلتقوا معارف فإذا التقوا صاروا أخواناً فإذا تعاشروا توارثوا( وقال الصادق: (صداقة عشرين يوماً قرابةٌ).
مواساة الإخوان ومنها إنصاف الإخوان من نفسه ومواساتهم من ماله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أشرف الأعمال ذكر الله تعالى وإنصاف المؤمن من نفسه ومواساة الأخ من ماله).
الصبر على الهجران
ومنها الصبر على جفاء الإخوان وإسقاط التهمة عنهم بعد صحة الأخوة.
وصية علقمة لابنه ومن جامع الصحبة والعشرة قول يحيى بن أكثم لما حضرت علقمة العطار الوفاة قال لابنه: (يا بني إذا صحبت الرجال فاصحب من إذا أخدمته صانك وإن صحبته زانك وإن تحركت بك مؤنة صانك وإن أمددت بخير مد وإن رأى منك حسنة عدها أو سيئة سترها وإن أمسكت ابتدأك أو نزلت بك نازلةٌ واساك وإن قلت صدقك أو حاولت أمراً أمرك وإذا تنازعتما في حق آثراك).
قال عبد الملك: (سمع الشعبي هذه الوصية فقال: تدري لم أوصاه بها فقلت: لا! قال: لأبنه أوصاه ألا يصحب أحداً لأن هذه الخصال لم تكمل في أحد).
قبول الاعتذار
ومنها قبول العذر من فاعله صدق أو كذب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اعتذر إليه أخوه المسلم فلم يقبل عذره فعليه مثل صاحب مكس).
ولبعضهم:
أَقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً إِن يَروِ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظَاهِرُهُ وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا
قال عبد الله بن المبارك: (المؤمن طالب عذر إخوانه والمنافق طالب عثراتهم).
الإيثار والإكرام
ومنها إيثار الإخوان بالكرامة على نفسه.
قال أبو عثمان: (من عاشر الناس ولم يكرمهم وتكبر عليهم فذلك لقلة رأيه وعقله فإنه يعادي صديقه ويكرم عدوه فإن إخوانه في الله أصدقاؤه ونفسه عدوه).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك).
وقال القاسم بن محمد: (قل جعل الله في الصديق البار عوضاً من الرحم المدبر).
منقول من أبو البركات الغزني،،
ودمتم في رعايه الله،،،
الحمد لله الذي أكرم خواص عباده بالألفة في الدين ووفقهم لإكرام عباده المخلصين وزينهم بالأخلاق الكريمة والشيم الرضية تأدباً بأفضل البشرية وسيد الأمة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم.
اعلم أيها الأخ الصالح - أصلح الله شأننا - أن لأدب الصحبة وحسن العشرة أوجهاً وأنا مبين منها ما يدل على أخلاق المؤمنين وآداب الصالحين ويعلم أن الله - سبحانه وتعالى - جعل بعضهم لبعض رحمةً وعوناً ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضة تداعى سائره بالحمى والسهر).
وقال عليه السلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً).
وقال عليه السلام: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الأرواح تلاقى في الهوى فتشام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً وفقه لمعاشرة أهل السنة والصلاح والدين ونزهه عن صحبة أهل تحسين العيوب ومنها تحسين ما يعانيه من عيوب أصحابه فقد قال ابن مازن: (المؤمن يطلب معاذير إخوانه والمنافق يطلب عثراتهم( وقال حمدون القصار: (إذا زل أخ من إخوانك فاطلب له تسعين عذراً فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب).
معاشرة المؤمن ومنها معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهراً وباطناً.
قال الله تعالى: (لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الأَخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَهَ وَرَسولَهُ).
أوجه المعاشرة
وللمعاشرة أوجه: فللمشايخ والأكابر: بالحرمة والخدمة والقيام بأشغالهم.
وللأقران والأوساط: بالنصيحة وبذل الموجود والكون عند الأحكام ما لم يكن إثماً.
وللمريدين والأصاغر: بالإرشاد والتأدب والحمل على ما يوجبه العلم وآداب السنة وأحكام البواطن والهداية إلى تقويمها بحسن الأدب.
ومنها الصفح عن عثرات الإخوان وترك تأنيبهم عليها.
قال الفضيل بن عياض: (الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان) فكما يجب على العبد الأدب مع سيده يجب عليه معاشرة من يعينه عليه.
قال بعض الحكماء: (المؤمن طبعاً وسجية) وقال ابن الأعرابي: (تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم).
وواجب على المؤمن أن يجانب طلاب الدنيا فإنهم يدلونه على طلبها ومنعها وذلك يبعده عن نجاته ويقظته عنها ويجتهد في عشرة أهل الخير وطلاب الآخرة ولذلك قال ذو النون لمن أوصاه: (عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك وتعينك رؤيته على الخير ويذكرك مولاك).
حفظ العهود
ومنها حفظ حرمات الصحبة والعشرة.
قال جعفر الصادق رضي الله عنه: (مودة يوم صلة ومودة سنة رحم ماسةٍ من قطعها قطعه الله عز وجل( وقال علي بن عبيدة الريحاني: (الأحرار ما لم يلتقوا معارف فإذا التقوا صاروا أخواناً فإذا تعاشروا توارثوا( وقال الصادق: (صداقة عشرين يوماً قرابةٌ).
مواساة الإخوان ومنها إنصاف الإخوان من نفسه ومواساتهم من ماله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أشرف الأعمال ذكر الله تعالى وإنصاف المؤمن من نفسه ومواساة الأخ من ماله).
الصبر على الهجران
ومنها الصبر على جفاء الإخوان وإسقاط التهمة عنهم بعد صحة الأخوة.
وصية علقمة لابنه ومن جامع الصحبة والعشرة قول يحيى بن أكثم لما حضرت علقمة العطار الوفاة قال لابنه: (يا بني إذا صحبت الرجال فاصحب من إذا أخدمته صانك وإن صحبته زانك وإن تحركت بك مؤنة صانك وإن أمددت بخير مد وإن رأى منك حسنة عدها أو سيئة سترها وإن أمسكت ابتدأك أو نزلت بك نازلةٌ واساك وإن قلت صدقك أو حاولت أمراً أمرك وإذا تنازعتما في حق آثراك).
قال عبد الملك: (سمع الشعبي هذه الوصية فقال: تدري لم أوصاه بها فقلت: لا! قال: لأبنه أوصاه ألا يصحب أحداً لأن هذه الخصال لم تكمل في أحد).
قبول الاعتذار
ومنها قبول العذر من فاعله صدق أو كذب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اعتذر إليه أخوه المسلم فلم يقبل عذره فعليه مثل صاحب مكس).
ولبعضهم:
أَقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً إِن يَروِ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظَاهِرُهُ وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا
قال عبد الله بن المبارك: (المؤمن طالب عذر إخوانه والمنافق طالب عثراتهم).
الإيثار والإكرام
ومنها إيثار الإخوان بالكرامة على نفسه.
قال أبو عثمان: (من عاشر الناس ولم يكرمهم وتكبر عليهم فذلك لقلة رأيه وعقله فإنه يعادي صديقه ويكرم عدوه فإن إخوانه في الله أصدقاؤه ونفسه عدوه).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك).
وقال القاسم بن محمد: (قل جعل الله في الصديق البار عوضاً من الرحم المدبر).
منقول من أبو البركات الغزني،،
ودمتم في رعايه الله،،،