المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نيو نونية في ....... ، للعمري



حارث همام
04 Jun 2005, 02:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد: فقد تأملت ما يفوه به فقهاء الجرائد من المقالات العجيبة منذ فترة من الوقت فهاجت على خاطري هذه الأبيات الّتي أرجو أن ينفع الله بها وجعلتها بعنوان . قف يا زمان

قفْ يا زمانُ أبوحُ بالأشجان = فلعلَّ في الشكوى دواءَ جناني

قف يا زمانُ أقصُّ ما حَفِلَت به = أيامُنا من ذلّةٍ وهوانِ

قفْ يا زمانُ لكي تُقارنَ حالنا = بالصِيدِ من آبائنا الشجعانِ

قفْ يا زمانُ أبُثُّك الشكوى التي = من هولِها يتحدثُ الملوانِ

نطق الرويبضُ يازمانُ فقل معي = آهٍ على الآثارِ والقرآنِ

قوم تلوكُ الفقهَ لوكَ « لُبانةٍ » = في كلِ مسألةٍ لها قولانِ

يتهافتون على شِقاقِ نبينا = والمصلحينَ تهافتَ الذُّبانِ

لا يأبهونَ بما أتى عن مالكٍ = والشافعيِّ وأحمدِ الشيباني

بل ما أتى عن سيد الثقلين ضد = شذوذِهم يُرمى بدون تواني

يُرمى بتأويلٍ سخيفٍ بارد = من باردِ النظراتِ والإيمانِ

وتجاوزَ الأمرُ الحدودَ جميعَها = حينَ استباحوا حرمَةَ القرآنِ

تُصغي لواحدهم فتعجبُ عندما = يتأولُ القرآنَ بالهذيانِ

فيقولُ عند الشافعيِ وعندنا = من أنتَ يا مسكينُ في الميزانِ

حُبُ النصارى واليهودِ فريضةٌ = في فقهِ طائفةٍ بذي الأزمانِ !

والملحدون وكلُ صاحبِ بدعةٍ = أضحوا وأصحاب الهدى سيانِ

ماذا الجفاءُ لغيرنا كلٌّ له = دينٌ يدينُ بهِ بلا نُكرانِ

إنْ قلتَ قد جاء الكتابُ ببغضهمْ = نصٌّ صريحٌ من عظيم الشانِ

قالوا لنا تتبدل الفتوى على = مرِّ الزمانِ تبدلَ القمصانِ

أمّا الغناءُ فقام شهمٌ حاذقٌ = فأباحَهُ بالنايِ والعيدانِ

وتعسّفَ الآثارَ دون هوادةٍ = وتأولَ المقصودَ بالتبيانِ

وأتاكَ من هذا اللفيفِ جماعةٌ = ببواقعٍ يندى لها الخدانِ

قالوا لنا :تليَ الرئاســةَ طَفْلةٌ = فرعاءُ من عدنانِ أو قحطانِ

وتدينُ آلافُ الفحولِ لأمرها = بلْ والشعوبُ تُساقُ كالقطعانِ

ويجوزُ أن تليَ القضاءَ خريدةٌ = في جِيدها شَبَهٌ من الغزلانِ

في حينها لا تأتِ سُــدَّةَ حاكمٍ = واهجرْ حِماهُمْ أيّما هِجرانِ

ولتأتِ قاضيةَ النساءِ فإنها = تُذكي الغرامَ بثديها الفتانِ

واسمعْ مقالةَ جهبذٍ منهم أتى = بمصيبةٍ تربوا على ثهلانِ

لا تتبعوا إن مات منكم مسلمٌ = هديَ النبيِ المُصطفى العدناني

لُفّوه في كيسٍ وواروه الثرى = من دون تغسيلٍ ولا أكفانِ

قالوا : وكلّ مصيبةٍ في أرضنا = من هيئةِ المعروف والنكرانِ

دوماً يصيحون « الصلاةَ» أما لهم = شغلٌ بغيرِ أذيةِ الجيرانِ

وفقيهةٌ أُخرى تنادي قومنا = الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشجعانِ

يا مجلس الشورى تنحّوا واتركوا = ثُلُثَ الكراسي السودِ للنسوانِ

والدورةُ الأُخرى تكون ُ جميعُها = محجوزةً لخديجةٍ وحنانِ

وهنا يكون الرأيُ رأياً ثاقباً = يرضى به القاصي ويرضى الداني

وأتاك جمعٌ في الجرائدِ زمجرتْ = أقلامُهمْ غضباً على الشِّيخانِ

قالوا سلبتمْ حقَ ساحرةِ اللّما = يا ويلكمْ من سطوةِ الدّيانِ

قلتُمْ لها تبقى حبيسةَ دارِها = هل تُحْبَسُ الأقمارُ في الأكفانِ

هذا كلامٌ لا يليقُ بعصرنا = قدْ كانَ حينَ جهالةِ النسوانِ

والمَحرمُ المذكورُ في أسفاركم = يَقْضي على «السِّتاتِ» بالنقصانِ

ماذا الرّقيبُ كأنها مسلوبةٌ = لا عقلَ يعقِلُها عن العصيانِ

دعها تُسافرُ في الفضاءِ وحيدةً = وتهيمُ سافرةً بكلِّ مكانِ

هذا الحجابُ يحُدُّ من حركاتها = في مرقصٍ لكواعبٍ وغواني

مِنْ عادةِ الأعرابِ ليسَ عبادةً = فدعوا عوائدَ سالفِ الأزمانِ

قدْ جوّزَ الشيخُ المهيبُ صلاتَها = مكشوفةَ الأكتافِ والسيقانِ

فَلِمَ الخيامُ على مكامنِ حسنِها = حتّى تُرى في السوقِ كالغربانِ

دعها تُباشرُ في المطاعمِ كيْ تَرى = يتدافعُ الرّواد كالطوفانِ

دعها تكونُ مُديرةً ووزيرةً = وسفيرةً في سائرِ البلدانِ

دعها تقودُ الجيشَ تدفعُ صائلاً = وتُقاومُ النيرانِ بالنيرانِ

لا تعجبنَّ إذا التقيتَ بضابطٍ = يوماً وفي أحشائهِ طفلانِ

دعها تقودُ بأرضنا سيارةً = وتسيرُ سائحةً على الشُطئآنِ

تَلقى الحبيبَ , وهل تراها أجرمتْ = يا صاحِ إنْ باتتْ معَ الخلاّنِ ؟

دعها تكونُ إمامةً ومؤذناً = حتّى يبوءَ الجمعُ بالغفرانِ !

وترى الشبابَ الفاسدينَ جميعَهم = خلفَ الإمامَةِ خشيةَ الرحمنِ !

أوَما رأيتَ إمامةً غربيةً ؟ = تاهتْ على الدنيا بحسنِ بيانِ !

أثنى عليها ثُلّةٌ من قومنا = بالفقهِ معروفونَ كالنعمانِ !

رفعتْ إلى المأمومِ مأكمةَ الهوى = فهوى صريعَ الحُبِّ كالسكرانِ

عجباً لكم يا مسلمونَ ألمْ يحنْ = وقتٌ يُقامُ العدلُ بالميزانِ !

لا تقبلونَ شهادةَ النسوانِ في = حدٍّ وتزويجٍ وأمرٍ ثاني !

وشهادةُ الرجلِ الوحيدِ مُقامَةٌ = كشهادةِ «السِّتَينِ » يا لِهواني

وظلمتم الحسناءَ في ميراثِها = فجعلتمُ الضعفينِ للذكرانِ

يا معشرَ « الفقهاءِ » فقه جرائدِ = هلاّ احترمتم شِرعَةَ الرحمنِ

عجباً لمن يدعو لنهجِ محمّدٍ = وتغيبُ تحتَ ثيابِهِ القدمانِ

أمّا اللحى فكأنهم قدْ كُلّفوُا = بِحِلاقِها في مُحكمِ القرآنِ

وعِداؤهم دوماً لخيرِ شيوخنا = من « هيئةِ العلماءِ » في الميدانِ

بينا تراهم يُحسنونَ تصنّعاً = لخصومِنا في الدِينِ والديّانِ

يَصِفُون أمريكا بكلِ جليلةٍ = ويوبخونَ قتيلها الأفغاني

هل يا زمانُ رأيتَ مثلَ مُصابِنا = حتّى أُسلي النفسَ عن أحزاني

يا دولةَ الحرمينِ عشتِ مُصانةً = من كيدِ حُسّادٍ ومن فتّانِ

محفوظةً بالدين ... في جنباتها = مأوىً لكلِّ معلمٍ رباني

..............................

الدكتور / أحمد بن عبد الله العمري

أستاذ مساعد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 23/2 /1426هجرية
( منقول المنقول- بس ولو روعة ) .

أبوالزبير
04 Jun 2005, 06:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي حارث همام على نقل هذه القصيدة الجميلة لا حرمك الله أجرها
ووفقك الله وسدد خطاك

المشكاه
04 Jun 2005, 11:36 PM
نونية رائعة

قطفها لنا ابداعك اخي حارث همام
فلاحرمك الله الاجر

abo saraa
06 Jun 2005, 03:45 PM
حارث همام

أحسن الله إليك اخي المبارك ..

نقل موفق .. لا حرمت الأجر