أم محمد
18 Jan 2004, 04:54 AM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ـ
( يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ، فتندلق أقتاب بطنه ، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا ، فيجتمع إليه أهل النار ، فيقولون : يا فلان ما لك ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ! فيقول : بلى ، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنهى عن المنكر وآتيه ) .
تخريج الحديث : ـ
الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وأحمد في المسند .
وأورده النووي : في رياض الصالحين : باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهى عن منكر ، وخالف قوله فعله . وعقب عليه بقوله : " متفق عليه " .
معناه : ـ
ينظر الناس إلى المسلم الداعية على أنه إنسان هانت عليه نفسه ، فجاهدها في ذات الله حتى استخرج حظ الشيطان منها فلم يعد للشيطان عليها سلطان ، بل لم يعد لنفسه حظ من نفسه ، لذلك تراهم يتأثرون بسلوكه وفعاله أضعاف أضعاف ما يتأثرون بكلماته وأقواله .
من هنا وجب أن يتحرى الداعية الدقة ، والصدق ، والأمانة فيما يأتي وفيما يدع ، بل لابد أن يكون سلوكه صورة تطبيقية لقوله ، وإلا فإن الناس سيحاكونه ، ويقتدون بأفعاله ناسين أو متناسين أقواله ، فيتحمل أثقاله وأثقالاً مع أثقاله .
والحديث الذي نحن بصدده الآن تصوير دقيق وواضح لمصير صنف من الدعاة : سيطرت عليه شهوة الكلام ، دون أن يصاحب ذلك سلوك طيب حميد . إن مصير هؤلاء يوم القيامة : أن تأتي بهم الزبانية موثقين بالأغلال ، ثم تلقي بهم في النار ، فإذا بهم من شدة وهول ما رأوا وما لاقوا تنهار أعصابهم ، وتتفكك أوصالهم ، وتخرج أمعاؤهم من بطونهم فيدورون بها ــ والعياذ بالله ــ كما يدور الحمار في الرحا ، وهنا يجتمع عليهم أهل النار ، ويخاطبونهم في استغراب وتعجب : ما لكم يا قوم ؟ أي جرم ارتكبتم ؟ وأي ذنب اقترفتم ؟ وأنتم علماؤنا وأئمتنا ، كنتم تأمروننا بالمعروف وتنهوننا عن المنكر ، فيجيبونهم : حقاً ، كنا نأمركم بالمعروف وننهاكم عن المنكر ، بيد أننا حرمن أنفسنا من الخير : إذ ما كنا نأتي بالمعروف الذي نأمر به ، وأقبح من هذا : كنا نأتي بالمنكر الذي ننهى عنه . وهكذا يفضحون على رؤوس الأشهاد جزاء استهتارهم بمنهج الله وتلاعبهم به دونما أدب أو استحياء .
بسم الله الرحمن الرحيم
( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) . " الصف : 2 ـ 3 "
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ، وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون ) . " البقرة : 44 "
( من كتاب : توجيهات نبوية على الطريق : الجزء الأول : الحديث التاسع عشر . دكتور : السيد محمد نوح )
منقوووووووووووول
( يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ، فتندلق أقتاب بطنه ، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا ، فيجتمع إليه أهل النار ، فيقولون : يا فلان ما لك ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ! فيقول : بلى ، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنهى عن المنكر وآتيه ) .
تخريج الحديث : ـ
الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وأحمد في المسند .
وأورده النووي : في رياض الصالحين : باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهى عن منكر ، وخالف قوله فعله . وعقب عليه بقوله : " متفق عليه " .
معناه : ـ
ينظر الناس إلى المسلم الداعية على أنه إنسان هانت عليه نفسه ، فجاهدها في ذات الله حتى استخرج حظ الشيطان منها فلم يعد للشيطان عليها سلطان ، بل لم يعد لنفسه حظ من نفسه ، لذلك تراهم يتأثرون بسلوكه وفعاله أضعاف أضعاف ما يتأثرون بكلماته وأقواله .
من هنا وجب أن يتحرى الداعية الدقة ، والصدق ، والأمانة فيما يأتي وفيما يدع ، بل لابد أن يكون سلوكه صورة تطبيقية لقوله ، وإلا فإن الناس سيحاكونه ، ويقتدون بأفعاله ناسين أو متناسين أقواله ، فيتحمل أثقاله وأثقالاً مع أثقاله .
والحديث الذي نحن بصدده الآن تصوير دقيق وواضح لمصير صنف من الدعاة : سيطرت عليه شهوة الكلام ، دون أن يصاحب ذلك سلوك طيب حميد . إن مصير هؤلاء يوم القيامة : أن تأتي بهم الزبانية موثقين بالأغلال ، ثم تلقي بهم في النار ، فإذا بهم من شدة وهول ما رأوا وما لاقوا تنهار أعصابهم ، وتتفكك أوصالهم ، وتخرج أمعاؤهم من بطونهم فيدورون بها ــ والعياذ بالله ــ كما يدور الحمار في الرحا ، وهنا يجتمع عليهم أهل النار ، ويخاطبونهم في استغراب وتعجب : ما لكم يا قوم ؟ أي جرم ارتكبتم ؟ وأي ذنب اقترفتم ؟ وأنتم علماؤنا وأئمتنا ، كنتم تأمروننا بالمعروف وتنهوننا عن المنكر ، فيجيبونهم : حقاً ، كنا نأمركم بالمعروف وننهاكم عن المنكر ، بيد أننا حرمن أنفسنا من الخير : إذ ما كنا نأتي بالمعروف الذي نأمر به ، وأقبح من هذا : كنا نأتي بالمنكر الذي ننهى عنه . وهكذا يفضحون على رؤوس الأشهاد جزاء استهتارهم بمنهج الله وتلاعبهم به دونما أدب أو استحياء .
بسم الله الرحمن الرحيم
( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) . " الصف : 2 ـ 3 "
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ، وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون ) . " البقرة : 44 "
( من كتاب : توجيهات نبوية على الطريق : الجزء الأول : الحديث التاسع عشر . دكتور : السيد محمد نوح )
منقوووووووووووول