سميرة امين
14 Mar 2005, 02:56 PM
سؤال رأيته في دموعها رأيته في تعابير وجهها الطفولي البريء رأيته مرسوما بمحابر الألم فلم أتمالك نفسي فجهزت سؤال التعجب والدهشة الستِ أما لأطفال هم أقمار؟ فماذا تريدين بعد؟ صمتت فلم تجبني سوى بنظرة لوم احرجتني قلت في نفسي لعلي لم أحسن في طرحي للسؤال. لكن فضولي او لربما (تطفلي) لم يتركني فكيف اصمت امام دموع منهمرة؟ سألتها مرة اخرى لقد انعم الله علينا ببنات وأولاد ما شاء الله وبارك الله لك فيهم فهل ما تزالين تحنين للأمومة معقول؟. قالت لي لا تظني اخيتي انه مهما كان عندي من بنات واولاد لا تظني انهم يلغون نبض الامومة وحنينها من قلبي. اطرقت صامتة وصرفت نظرها عني لتنظر الى صور مواليد فتتدفق منها الدموع وآهات من قلب موجوع. ثم نظرت إلى مرة اخرى تسألني لماذا احرم من هذا الحق؟ أن أكون أما أو ليس نبينا الكريم عليه افضل الصلاة وأتم التسليم يقول (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) فإنني وبنات جنسي المطلقات والارامل بمجرد ان تفرح الواحدة منا بأن هناك من يرغب بها زوجة تتبخر هذه الفرحة لدى الواحدة منا امام شرط قاسٍ جدا وهو عدم الانجاب فالرجل الذي يرغب بالتعدد للاسف يريدني وامثالي محطة يتوقف عندها ليرتاح من ازعاج اطفاله وامهم يريد ان يعيش الحب الذي فقده ولم يستطع ان يوجده ولا يريد من ينغص عليه. وآخر تزوج اقدم على هذه التجربة يقدم رجلا ويؤخر اخرى يتوقع النجاح ويخشى الفشل ويخافه هذا الخوف يجعله يفكر ان يخرج من هذه التجربة بأقل الخسائر دون ان يربطه طفل او طفلة واظل انا ومثيلاتي في ألم امام تضحية مؤلمة مقابل ان نكون في حمى رجل وتستمر حياتنا الزوجية اذن مقابل ذلك نلغي امومتنا ونئد تلك العاطفة الجياشة نحو الطفولة. كم اشتقت الى مولود والى ضمه وتقبيله كلما سمعت بولادة مولود لصديقة او جارة بل لعلي لا ابالغ ان قلت ان اطفالي من شدة حبهم وشوقهم لطفل صغير يحملونه وهم ينظرون الى اقرانهم من الجيران صراخ المولود ضحكاته تعلو من عندهم تتراقص لها جدران بيتهم. هذا الشوق عند اطفالي كما قلت لا ابالغ عندما اخبرك بكل أسى أنهم جعلوه في (قطة) نعم قطة اشترتها لهم جدتهم ليلاعبوها ويقبلوها ويحتضنوها- ويطعموها- فقد ورثوا بل وما زالوا ينهلون من عاطفتي وحبي لهم. فكم وكم طلبوني بكل براءة بقولهم (ماما نبغى نونو) رغبة جامحة ونداء قوي يزلزل اركاني يفطر من الشوق قلبي حلم جميل وآآآه آآآه من الرؤى والاحلام. اتراها تتحقق؟ كيف لها ان تتحق مع من؟. مع ذلك الرجل الذي اخفى زواجه هربا من المشاكل من أم ابنائه. هربا من والديه ورفض قبيلته لأنه للاسف اذنب بل اجرم انه تزوج من اختارها قلبه دون الاهتمام بنسبها ان كانت من قبيلة او غير ذلك؟ ام ذاك الرجل الذي اخفى زواجه الذي كان اصلا قرارا متهورا لم يحسب له عواقب وتبعات فيأخذني ويأخذ غيري ثم يتركنا اسيرات للحزن والهم. وهنا بعد ان سمعت كلامها وسطرت بقلمي جزءا من آهاتها وآلامها مع احترامي للاخرين من الازواج اصحاب القلوب المتيقظة النابضة بخوف الله وتقواه اضم صوتي لها لاتساءل من المسؤول عن حرمانها من الامومة؟ اترك لكم الاجابة.