كشفت مصادر صحافية عبرية النقاب عن قيام السلطات "الإسرائيلية" بمصادرة كتاب تاريخي من المكتبات، يكشف عن الجرائم التى ارتكبتها العصابات الصهيونية قبل اغتصاب فلسطين عام 1948.
وقالت صحيفة هاآرتس العبرية على موقعها الإلكتروني إن وزارة التعليم "الإسرائيلية" قررت للمرة الأولى مصادرة كتاب "هكذا يبنون دولة فى الشرق الأوسط" - وهو أحد كتب التاريخ المقرر تدريسها للمرحلة الإعدادية بالمدارس "الإسرائيلية"-من المكتبات قبل توزيعها على التلاميذ، بزعم أن الكتاب يشتمل على مواد تاريخية تحريضية ضد "إسرائيل" ويكشف عن قيام العصابات اليهودية قبل عام 1948 بممارسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
زيف الديموقراطية:
وأشارت الصحيفة إلى أن الكتاب سبق وأن حصل على موافقة وزارة التعليم، لكن الكتاب يشتمل على فصل حول حرب 1948 اعتبرت أنه مسئ للكيان الصهيوني، وهو ما أثار غضب مؤلف الكتاب الدكتور تسفرير جولدبرج، الذي اعتبر قرار مصادرته، صفعة للديموقراطية التى تتشدق بها "إسرائيل"، رافضاً الرقابة على نشر الكتاب الذى أكد أنه سبق وحصل على موافقة وزير التعليم السابق، وأن مجئ وزير جديد، لا يعني بالضرورة مصادرة الكتاب من المكتبات.
جرائم الصهاينة:
وأوضحت صحيفة هاآرتس أن مشكلة الكتاب، هو أنه أكد على عمليات التطهير العرقي التى مورست فى حق اللاجئين الفلسطينيين، وأنه تم إجبارهم بالقوة على ترك منازلهم وأراضيهم، على يد القوات المسلحة اليهودية. مضيفة بأن الكتاب أثار انتقادات متباينة من جانب مدرسي التاريخ فى المدارس "الإسرائيلية" مدعين أن عرض الكتاب لوجهة نظر الفلسطينيين بشأن ما حدث لهم خلال حرب 1948 إلى جانب وجهة النظر "الإسرائيلية" حول نفس الموضوع يعد خطراً كبيراً على التلاميذ "الإسرائيليين"، لأنه لا يجب عرض سوى وجهة النظر "الإسرائيلية" فقط.
وفى ختام تقريرها أشارت صحيفة هاآرتس إلى أن وزارة التعليم "الإسرائيلية" أصدرت بياناً بأن الكتاب سيتم تعديل نقطة الخلاف فيه، وسيكون جاهزاًً للتلاميذ مع بداية شهر يناير القادم، حيث الفصل الدراسي الثاني، وهو الموعد الذى كان مقررًا مسبقاً أن يتم فيه تدريس كتاب "هكذا يبنون دولة فى الشرق الأوسط".