كشفت مصادر صحافية أمريكية أن نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، ديك تشيني خطط سرًا لاغتيال قادة "تنظيم القاعدة" بواسطة قتلة محترفين.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن البرنامج السري، الذي أمر تشيني وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بتنفيذه، بدون علم الكونجرس، كان يهدف لاغتيال القادة الكبار في تنظيم القاعدة بواسطة قتلة مدربين تدريبًا خاصًّا.
وأوضحت الصحيفة أن هذا البرنامج السري بدأ تنفيذه في أعقاب أحداث 11 من سبتمبر عام 2001، كجزء من جهود أكبر لمكافحة الإرهاب تحت اسم "قذيفة المدفع".
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسئولين الأمريكيين السابقين قوله "إن الفكرة الأولية لهذا البرنامج، والذي أعد في مركز مكافحة الإرهاب بـ (CIA)، هي تعقب عملاء القاعدة في أنحاء العالم والتضييق عليهم، وخطفهم، وقتلهم، إن استدعى الأمر".
وأضاف المسئول "كان الهدف من البرنامج هو أن يشعر كل عضو بالقاعدة في أي مكان من الأرض أنه مخترق، في كل حين، وكانت الوكالة تود توجيه رسالة مفادها: إذا كنتم تعملون مع أسامة بن لادن، فسنجدكم ونلاحقكم".
وأضافت الصحيفة أنه فى 17 من سبتمبر 2001، صدر قرار سري يمنح سلطات واسعة لممارسة أنشطة مميتة ضد القاعدة.
توقعات بتقديم تشيني للمحاكمة:
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد نقلت في موقعها على الإنترنت، في وقتٍ سابق، عن مصدرين لم تكشف النقاب عنهما أن ليون بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، الذي عينه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أنهى العمل بالبرنامج الذي كان لا يزال سريًا عندما علم به لأول مرة من مرؤوسيه يوم 23 يونيو الماضي.
وأفاد نواب ديمقراطيون - حينها - أن وكالة الاستخبارات الأمريكية أخفت مسائل مهمة عن الكونجرس منذ عام 2001 وحتى يونيو الماضي، دون أن يكشفوا عن مضمونها.
ويلزم القانون الأمريكي الرئيس بالتأكد من أنه يتم إطلاع لجان الاستخبارات في الكونجرس بشكل كامل على أنشطة المخابرات، بما في ذلك أي نشاط استخباري مهم منتظر.
وصرح نواب ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي بأنهم يتوقعون أن يمثل تشيني للمحاكمة لإخفائه برامج تعذيب سرية عن الكونجرس.
وأوضح النواب أنه من المنتظر فتح تحقيق رسمي في برنامج سري تكتمت عليه (CIA) لما يقرب من ثماني سنوات بناء على أوامر من تشيني، وهو ما قد يجره إلى المحكمة.
وفي سياقٍ متصل، ذكر موقع "تايم" الإلكتروني أن المدعي العام إيريك هولدر يدرس ما إذا كان بالإمكان تعيين مدع جنائي للتحقيق في المسألة.