فشلت محاولات قرصان الحاسبات البريطاني "جاري ماكينين" الذي اقتحم أنظمة الحاسوب الحكومية الأمريكية في محاولات منع تسليمه إلى السلطات الأمريكية تمهيدًا لمحاكمته في الولايات المتحدة.
وصدر اليوم الجمعة، حكم عن المحكمة العليا بتسليم جاري ماكينين إلى الولايات المتحدة. ورفضت المحكمة التماساً تقدم به ماكينين لمحاكمته في بريطانيا على خلفية قيامه بما يوصف بأنه "أضخم عملية اختراق لنظم عسكرية في التاريخ" شملت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" ووكالة الفضاء "ناسا،" الأمر الذي يفتح الباب أمام تسليمه لواشنطن.
ومن جانبها، أعلنت كارين تودنير محامية ماكينين أنها ستستأنف ضد هذا الحكم خلال 28 يومًا.
وأوضحت المحامية أنها بعثت اليوم الجمعة رسالة وقعها حوالي40 عضوًا في البرلمان إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل التدخل وإنهاء هذه المسألة.
كما توجهت جانيس شارب، والدة ماكينين، إلى أوباما، طالبة منه التدخل في القضية قائلة: "أوباما.. أرجوك أن تسمعنا.. نحن نطلب منك أن تأتي لتقف إلى جانبنا من أجل أن نحول هذا العالم إلى مكان أفضل للعيش.. أرجوك أن تسمعنا لأنني أعرف أنه ستقوم بالخطوات الصحيحة".
ويواجه البريطاني ماكينين حكمًا بالسجن لمدة 60 سنة بسبب تجسسه على حاسوبات تابعة للجيش الأمريكي ووكالة ناسا الفضائية في شهر فبراير عام 2001 ومارس 2002.
ويدافع ماكينون عن نفسه بالقول إنه لم يتعمد أن يسبب ضررًا للأنظمة الحكومية الأمريكية التي تجسس عليها وإنما كان يحاول البحث في احتمال أن تكون السلطات الأمريكية تخفي حقائق عن مخلوقات فضائية.
لكن واشنطن تقول: إن ماكينين اقتحم 97 جهاز كمبيوتر في "البنتاجون" و"الناسا" من منزله في لندن على مدار عدة سنوات، اعتباراً من 2001، ما كلف الخزينة الأمريكية خسائر بمليون دولار، وأقلق أجهزة الاستخبارات التي كانت في ذلك الوقت تحت وطأة ضغط هائل جراء هجمات سبتمبر.
وكانت السلطات البريطانية قد حاولت تسليم ماكينين إلى واشنطن في السابق، غير أن مساعيها باءت بالفشل بعدما رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراتسبورغ هذا الطلب، إلا أن السلطات البريطانية عاودت قبل أشهر مساعيها لتسليمه مع رفع دعوى جديدة بتهم لم تكن قد أثارتها من قبل.
وبرغم جنسيته البريطانية، إلا أن لندن ملزمة بتسليم ماكينين بسبب اتفاقية أمنية خاصة بمكافحة الإرهاب تجمعها مع واشنطن.