أخبار سياسية
جارديان: "بلير" كان على علم بسياسة التعذيب البريطانية ضد المعتقلين
جارديان: "بلير" كان على علم بسياسة التعذيب البريطانية ضد المعتقلين
كشفت مصادر إعلامية بريطانية أن رئيس الوزراء السابق توني بلير كان على اطلاع بوجود سياسة استجواب سرية أدت بالفعل لتعرض مواطنين بريطانيين وغيرهم للتعذيب خلال تحقيقات أجهزة مكافحة "الإرهاب".
وذكرت صحيفة الجارديان أن هذه السياسة التي وضعت في أعقاب هجمات سبتمبر حددت إطار العمل الخاص بضباط بجهازي الاستخبارات البريطانيينMI5 وMI6 كانوا يحققون مع معتقلين في أفغانستان رغم علمهم أنهم تعرضوا لسوء المعاملة من قبل الجيش الأمريكي.
وقد أعطيت تعليمات مكتوبة لضباط المخابرات البريطانية تحذرهم من أن يبدوا كمن "يتغاضى" عن التعذيب، وتنذرهم من عواقب المشاركة في أي نشاط من شأنه أن يمثل "معاملة غير إنسانية أو مهينة للسجناء". لكنهم أٌخبروا كذلك أنهم ليسوا ملزمين بالتدخل لمنع "تعريض السجناء لمعاملة سيئة".
وتنص هذه السياسة على أنه "نظرًا إلى أن هؤلاء (المعتقلين) ليسوا تحت حراستنا ولا في نطاق سيطرتنا, فإن القانون لا يلزمنا بالتدخل لمنع ما يتعرضون له".
انتهاك القانون الدولي:
لكن, وفقًا لفيليب ساندز, وهو أحد أكبر الخبراء في هذا المجال, فإن هذه السياسة تكاد تكون انتهاكًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان لأنها لا تأخذ في الاعتبار التزامات بريطانيا الخاصة بعدم التواطؤ في التعذيب, بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب.
ورغم ذلك، فإن تطبيق هذه السياسة السرية التي تستهدف دعم علاقة الاستخبارات البريطانية مع عدد من وكالات الاستخبارات الأجنبية الحليفة لها في ما يسمى "الحرب على الإرهاب" لم يتوقف.
وقد وزعت هذه السياسة, كأمر مكتوب, على ضباط الجهازين المذكورين في يناير 2002, وشملت فقرة تقول للضباط إن بإمكانهم أن ينظروا في تقديم شكوى للمسؤولين الأمريكيين بشأن "إساءة معاملة السجناء" شريطة أن "تسمح الظروف بذلك".
بلير يعترف بعلمه:
وكان بلير قد أعلن علمه بوجود هذه السياسة في منتصف العام 2004، بعد أسابيع قليلة من نشر صور إساءة معاملة المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب في العراق.
وفي رسالة له في 24 مايو 2004 موجهة إلى المخابرات واللجنة الأمنية بالبرلمان البريطاني، قال بلير: إنه "بدلاً من النظر في تقديم شكوى فإن على موظفي الاستخبارات في المملكة المتحدة ممن يتولون التحقيق مع المعتقلين أو يحضرون تحقيقات معهم أن يكشفوا عن أي معاملة يتعرض لها المعتقلون يرون أنها غير إنسانية أو أنها مهينة".
وقالت غارديان: إنها علمت من مصدر موثوق أن ضباط MI5 لديهم تعليمات في الوقت الحالي تقضي بأن لا يعودوا أبدًا للتحقيق مع أي معتقل يقول لهم: إنه يتعرض للتعذيب.
وقد فند المتحدث باسم بلير أن يكون رئيس الوزراء السابق قد سمح باستخدام أساليب التعذيب على الإطلاق أو تواطأ في ذلك, مضيفًا أن بلير يعارض التعذيب تحت أي ظرف كان.
غير أن الصحيفة أشارت إلى وجود أدلة متزايدة على أن MI5 تواطأ في تعذيب مشتبه بتورطهم في "الإرهاب" في باكستان حيث طلب من جهاز الاستخبارات الباكستاني أن يعتقل مواطنين بريطانيين، ويحقق معهم قبل تحقيق ضباط MI5 معهم.
تم إضافته يوم الجمعة 19/06/2009 م - الموافق 26-6-1430 هـ الساعة 12:08 صباحاً